نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 18
والتصدي للفساد والمفسدين ، وإصلاح أحوال البلاد والعباد ، ولكن دون جدوى ، فقد رد الجميع الأمر إليه ، وأكدوا عدم صلاحية غيره لهذا الشأن ، لما وجدوا فيه من خصال تؤهله لقيادة الأمة في تلك الظروف العصيبة . وفي مطلع عام ( 1006 ه ) وجد الإمام القاسم نفسه ملزما بالقيام بالدعوة إلى الله والخروج على الظالمين ، والدفاع عن المستضعفين وإقامة حكم الكتاب والسنة ، فنصب نفسه إماما ودعا الناس لبيعته ، فالتفت حوله الجماهير ، رغم أن أحوال الناس كانت قد ساءت والخوف قد تمكن من نفوسهم ويئسوا من إمكانية التغيير ، ولكن التصميم والإرادة الصلبة لم تتردد ولم تخو فأشعلت نار المقاومة . وقد وصف الإمام القاسم حال الناس حينها فقال في إحدى رسائل دعوته : ( أيها الناس إن رسوم الدين قد عفت ، وأعلام الهدى قد طمست ، وأحكام الشريعة قد عطلت ، والفرائض قد رفضت ، والمحارم قد انتهكت ، الخمور قد شربت ، والذكور قد نكحت ، والضعفاء والأيتام قد ظلمت ، والدماء قد سفكت ، والشرور قد كثرت والفتنة قد عظمت ، حتى لبس الإسلام في هذا الزمان لبس الفرو مقلوبا ، وصار كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( بدأ غريبا وسيعود غريبا ) ، فجعل أعلاه أسفله
18
نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 18