نام کتاب : ومن الحوار اكتشفت الحقيقة نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 185
تقول له أبخل الناس ولو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفق تبره قبل تبنه [1] ، وهو الذي يقول يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ، أبي تعرضت أم إلي تشوقت ، هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك [2] ، وهو الذي جاد بنفسه ليلة الفراش وفدى النبي صلى الله عليه وآله حتى نزل في حقه ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) [3] . قال يوحنا : فلما سمعوا هذا الكلام لم ينكره أحد منهم ، وقالوا : صدقت إن هذا الذي قلت قرأناه من كتبنا ونقلناه عن أئمتنا لكن محبة الله ورسوله وعنايتهما أمر وراء هذا كله ، فعس الله أن يكون له عناية بأبي بكر أكثر من علي فيفضله عليه . قال يوحنا : إنا لا نعلم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله تعالى ، وهذا الذي قلتموه تخرص ، وقال الله تعالى : ( قتل الخراصون ) [4] ونحن إنما نحكم بالشواهد التي لعلي عليه السلام على أفضليته فذكرناها . وأما عناية الله به فتحصل من هذه الكمالات دليل قاطع عليها ، فأي عناية خير من أن يجعله الله بعد نبيه أشرف الناس نسبا ، وأعظمهم حلما ، وأشجعهم قلبا ، وأكثرهم جهادا وزهدا وعبادة وكرما وورعا ، وغير ذلك من الكمالات
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 22 . [2] نهج البلاغة صبحي الصالح ص 480 - 481 ، قصار الحكم 77 . [3] سورة البقرة الآية : 207 ، تقدمت تخريجات نزولها . [4] سورة الذاريات الآية : 10 .
185
نام کتاب : ومن الحوار اكتشفت الحقيقة نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 185