responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 17


بخلاف ذلك ، ولهذا قال تعالى : ( وهم يتلون الكتاب ) ، أي : وهم يعلمون شريعة التوراة والإنجيل ، كل منهما قد كانت مشروعة في وقت ، ولكنهم تجاحدوا فيما بينهم عنادا وكفرا ومقابلة للفاسد بالفاسد " [1] ، وبالجملة ، قد كان أوائل اليهود والنصارى على شئ ، وهذا لا تخلو منه كتبهم لإقامة الحجة عليهم على امتداد المسيرة ، ثم ابتدع الذين من بعدهم وتفرقوا ، ثم جاء العلماء الذين وضعوا التفسير الشفهي للتوراة ( التلمود ) ، وعندها انقسم اليهود إلى فرق وأحزاب ، وانتهى الأمر بأن وقف الحي اليهودي داخل دائرة حددها الأحبار ، ووقف الحي النصراني داخل دائرة حددها بولس لخدمة أصحاب الدائرة الأولى ، فالثقافة التي تخرج من مدونات خدمة النصارى لليهود تقول بأن اليهود والنصارى أبناء الله وأحباؤه ، أما الثقافة التي تدفع أصحابها إلى أن يقول كل منهم أن الآخر ليس على شئ ، فهي نتيجة لحجة البعثة الخاتمة ومواجهتها للأطراف مجتمعين ، فالدعوة الخاتمة أرشدتهم إلى الحق ليتفكروا ويتدبروا ، وبدلا من أن يرجعوا إلى كتبهم التي لا تخلو من حق ، ويعرضوها على منهج البعثة الخاتمة ، انطلقوا من التفسير الشفهي ، وهذا التفسير لا يقيم حقا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، لأنه مقابلة للفاسد بالفاسد .
وفي مجال عمل كل حي منفردا عن الآخر ، قام كل منهما بوضع جميع الأنبياء داخل الحي الخاص به ، ورد القرآن عليهم قولهم ، قال تعالى : ( أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ) [ البقرة : 140 ] ، والمعنى : قال كل من الفريقين : إن إبراهيم ومن ذكر من بعده منهم ، فقال تعالى : ( قل أأنتم أعلم أم الله ) ، أي : فإن الله أخبرنا وأخبركم في الكتاب أن موسى وعيسى وكتابيهما بعد إبراهيم ، فإذا كان تشريع اليهودية أو النصرانية بعد إبراهيم ومن ذكر معه ، فكيف يكون إبراهيم والذين ذكروا معه هودا أو نصارى ؟ وقال تعالى : ( يا أهل الكتاب لم .



[1] تفسير ابن كثير : 1 / 155 .

17

نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست