نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 119
فيطرح الآن السؤال المهم وهو : إذا كان المسيح ( عليه السلام ) قد أوصى وأكد على الشريعة كما رأينا ، وأمر بحفظها والعمل بها ، فمن هو الذي عطلها وأهملها وأكتفي بالإيمان بالمسيح ( عليه السلام ) بدلا عنها ؟ فالمسيحي المؤمن بعيسى ( عليه السلام ) المخلص لم يعد بحاجة إلى شريعة ! ! ! فيأتينا الجواب من العهد الجديد ، هو بولس القديس ولنوضح كيفية ذلك : يقص لنا سفر أعمال الرسل ، أنه نتيجة للتبشير الذي قام به الرسل ، آمن بالمسيح ( عليه السلام ) عدد كثير من الوثنين على يد بطرس وبولس وبرنابا ، دون أن يمروا بالديانة اليهودية ، فكانوا ذوي غلف ( أي غير مختونين ) ( أعمال الرسل : 11 : 2 ) . وفي أنطاكية جرى خلاف وجدال شديد بين بولس وبرنابا من جهة وبين المؤمنين بالمسيحية من اليهود ، إذ أخذوا يعلمون المؤمنين الجدد بأن لا خلاص لكم إلا إذا اختتنتم على شريعة موسى ( أعمال الرسل : 15 : 1 - 2 ) وبولس يعارضهم في ذلك ، وانبرى يدافع عن حرية الوثنين والمهتدين تجاه الأوامر التي تأمر بها الكنيسة [1] . فأجمعوا أن يراجعوا الرسل في أورشليم و والشيوخ في هذه المسألة ، فلما وصلوا إلى أورشليم ، أخبروهم بالمسألة فقام بعض المؤمنين الذين كانوا قبلا على مذهب الفريسيين وقالوا يجب أن