نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 111
وذلك بإشارة واحدة ، أو حركة ، وغالبا بلكمة كان مفعولها يتم حالا ولهذا فإنه كان يظهر ألوهيته من خلال هذه المعاجز [1] . . . ولكن هذا الكلام مخالف للعهد الجديد ولتعاليم المسيح ( عليه السلام ) الذي يعترف مرارا بأنه لا يفعل هذه المعاجز باستقلاليته وقوته الخاصة بل بمشية أبيه وربه حيث يقول أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا ، كما أسمع أدين ودينونتي عادلة ، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني ( يو : 5 : 30 ) وكذلك هذا ما يذكره لوقا في إنجيله أنظر ( لو : 11 : 20 ) أن كنت بأصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله فالاصبع إشارة إلى القدرة الإلهية كما هو واضح . والإشارة الأكثر وضوحا نجدها في ( أعمال الرسل ) وعلى لسان وصيه ( بطرس ) حيث يقول : أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال ، يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله ، بقوات وعجائب وآيات ، صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون ( أعمال الرسل : 2 : 22 ) . وغيرها ، فهل يبقى مجال لمدعي أن يقول أن المسيح ( عليه السلام ) كان يجري المعجزات باستقلالية وبسلطته الخاصة ؟ ! فلا معنى لفهم كلمة ( أب ) و ( وابن الله ) بالمعنى الحقيقي لشخص عيسى ( عليه السلام ) .