نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 95
بالنبوة ، والنبوة تكفيهم . هذا الحق حول الطمع برئاسة الدولة إلى كابوس بغيض وإلى آلية مزعجة سلبت الأمة قرارها واستقرارها ، وحولتها إلى حقل تجارب لكل الطامعين بالرئاسة ، وعطلت نظامها السياسي الشرعي . أما من أي قبيلة هذا الرئيس ؟ ما هو علمه ؟ ما هو دينه ؟ ما هي سابقته ؟ من الذين سيحكمهم ؟ تلك أمور ثانوية لا قيمة لها من الناحية العملية ولا يعول عليها لأن الغالب غالب والحصول على رضوان المغلوب فن قائم بذاته . ما الذي يمنع يزيد بن معاوية وهو المشهور بعهره وفجوره من أن يكون رئيسا للدولة الإسلامية لأنه ابن معاوية الرئيس ، ومن الذي يمنع الحسين بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة في الجنة بالنص وريحانة النبي من هذه الأمة بالنص والإمام الشرعي لهذه الأمة بالنص ، فما الذي يمنعه من أن يكون أحد رعايا يزيد وأحد الذين يتأمر عليهم ؟ فكلاهما مسلم وكلاهما في الجنة . يزيد القاتل المجرم في الجنة والحسين الإمام المقتول في الجنة فكلاهما صحابة ! ! ! ومن ينقد هذا الرأي فهو زنديق لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه . النتيجة الرابعة : اختلاط الأوراق اختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل والخير بالشر والعلقم بالشهد ، وأصبح المتأخر كالمتقدم واللاحق كالسابق والمجاهد كالقاعد والقاتل كالمقتول والمحاصر كالمحاصر . ومن وقف مع الإسلام تماما مثل من وقف ضده ، ومن قاتل الإسلام تماما كمن قاتل معه . لقد دخل الجميع بدين الله وشاهد النبي أو شاهدوه ، فكلهم صحابة وكلهم في الجنة . وضاع الصادقون وتفرقوا في الأمصار وأصبحوا - على حد تعبير معاوية - كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود ، وانهار النظام السياسي الإسلامي وتأخر المتقدمون وتقدم المتأخرون ، ولله عاقبة الأمور .
95
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 95