نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 55
فيكف نوحد بين قولهم بأن الصحابة كلهم عدول وكلهم في الجنة ولا يدخل أحد منهم النار وبين هذه النصوص النبوية القاطعة والمتواترة والتي يؤيدها واقع الحال ؟ وطالما أنه لا يمكن التوحيد بين المزاعم والنصوص ، فإن نظرية عدالة كل الصحابة منقوضة من أساسها ، لأنها تتعارض مع الغاية من الحياة وهي الابتلاء ، وتتعارض مع روح الإسلام التي تربط الحياة القويمة بالعمل الصالح واستمرار التواصي بالحق والصبر عليه وتتوج كل ذلك بحسن الخاتمة . تهافت نظرية عدالة كل الصحابة روى ابن عرفة المعروف بنفطويه ، وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم كما جاء في شرح النهج للمعتزلي : " إن أكثر الأحاديث في فضائل الصحابة قد افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون أنوف بني هاشم . وقد صيغت بأسلوب يجعل من كل صحابي قدوة صالحة لأهل الأرض وتصب على كل من سب أحدا منهم أو اتهمه بسوء كما جاء فيما رووه عن أنس بن مالك : ( من سب أحدا من أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ومن عابهم أو انتقصهم فلا تواكلوه ولا تشاربوه ولا تصلوا عليه ) . وقد جاءت بهذا الأسلوب ولم تفرق بين صحابي وصحابي " . عرض ولي الله بالنص ، وأخو رسول الله بالنص ، وعميد آل البيت بالنص ، وباب مدينة العلم اللدني بالنص هو على الأقل صحابي يحمل هذا اللقب كما يحمله غيره ، فما حكم من يسبه ويفرض سب علي والانتقاص منه في جميع المقاطعات التي كانت تخضع لحكم معاوية ؟ وما حكم الذين أطاعوا معاوية بسبه ؟ هل يشملهم هذا الحديث الآنف ؟ وعند ما نصحه بعض خلصائه للتوقف عن سب علي وشيعته قال : والله لا أدع سبه وشتمه حتى يهرم عليه الكبير ويشب عليه الصغير . وقد بذل للصحابي أبي سمرة بن جندب خمسمائة ألف درهم ليروي له عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن الآية * ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها
55
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 55