responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 332


وأنت على عملك فتقول : هم إلينا ولا هلم إليكم دون غيركم . . . " [1] .
معنى ذلك أن الفاروق يريد أن يطمئن أنه حتى بعد موته بأن الخلافة لن تؤول لعلي أو لأي هاشمي ، وهذا قمة الوفاء لشعار لا ينبغي أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة .
برح الخفاء وباحت الأسرار قسمت بطون قريش قسمة خارجية ، فخصصت لبني هاشم النبوة لا يشاركهم بها أحد من هذه البطون . فالنبوة خالصة لبني هاشم أما الخلافة - حسب هذه القسمة - فهي خالصة لبطون قريش مجتمعة تتداولها بينها لا يشاركها فيها هاشمي على الاطلاق . واعتقدت هذه البطون أن هذه القسمة عادلة تماما لذلك قررت بالإجماع أن لا تمكن الهاشميين من أن يجمعوا الخلافة مع النبوة . ولكنها لا تدري كيف تفعل ، هل تجعل هذه القسمة ملزمة للجميع ؟ ولا تدري كيف تضع قرارها موضع التنفيذ ، لأنها أسلمت متأخرة فتأخرت . وبينما كانت البطون حائرة في أمرها لا تدري ماذا تفعل ، برز ابن قريش البار عمر بن الخطاب معبرا عن ضميرها ومترجما قسمتها ، ومنفذا لقرارها ومبررا القسمة وشرعية القرار ، فاستحق بحق لقب ابن بطون قريش البار .
فعمر هو الذي حال بين رسول الله وبين كتابة ما يريد بحجة أن المرض قد اشتد برسول الله ، وأن كتاب الله وحده يكفي ولا حاجة لكتابة الكتاب الذي أراد رسول الله كتابته ، وأعوان عمر هم الذين أيدوا رأيه وتطرفوا بتأييد هذا الرأي حتى بلغ بهم التطرف حدا أن قالوا : هجر رسول الله ، استفهموا إنه يهجر ، وحتى اختلفوا وتنازعوا مع الفريق الذي أيد رسول الله ، وما كان لهذا الفريق أبدا أن يقول ما قال لولا ثقته المطلقة بالفاروق ومعرفته اليقينية بمضمون هذا الكتاب . فقد أدرك عمر بثاقب بصيرته أن النبي ( ص ) يريد أن يجدد عهوده للولي ، فحال بينه وبين كتابة ما



[1] راجع مروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 353 - 454 وقد نقلنا حرفيا هذه القصة في باب المرجعية .

332

نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست