responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 315


وبهذه الحالة فلا داعي لوجود قريش لأنها ممثلة بهؤلاء الثالثة أو على الأقل ممثلة بعمر المؤمن إيمانا تاما بهذه المقولة ، والغاية أيضا أن يجري تنصيب الخليفة في غياب العترة الطاهرة كلها وخاصة عميدها علي بن أبي طالب ، لأنه إن حضرت العترة الطاهرة أو حضر العميد تتغير حتما النتائج ويقيم الحجة عليهم ويقنع الأنصار . فإذا غابت العترة الطاهرة وغاب عميدها ، فمن المؤكد أن الجو سيصفو لهم ويتمكنوا من تعيين أحدهم خليفة ، فيبايعه مؤيدوهم من الأنصار ، وإذا بايع أناس من الأوس فبالضرورة ستبايع الخزرج حتى تتقاسم المجموعتان هذا الشرف . وعندما يتم ذلك تواجه العترة الطاهرة ويواجه عميدها بمرجع وهو بيعة الأنصار ، وإذا بايعت الأنصار فلن ترجع عن بيعتها . وأي مواجهة من العميد أو من العترة لن تكون بين علي وأبي بكر أو بين علي وعمر ، أو بين علي وأبي عبيدة كأشخاص ، إنما تكون مواجهة بين خليفة حاكم وأحد رعاياه أو بين أحد نائبي الخليفة وأحد الرعايا المحكومين للدولة ، وهي مواجهة معروفة النتائج . فبمواجهة منطقية متكافئة لا قدرة للفاروق على الولي ، لأن الولي باب الحكمة اللدنية ، وبمواجهة متكافئة بين الفاروق والولي فإن الولي سيحسمها على مستوى القوة ، لأن أفعال الفاروق بالقتال ليست كأفعال الولي ، ففي معركة الخندق مثلا نادى عمرو بن ود حتى بح صوته والصحابة ومنهم الفاروق يسمعون ولم يقوى على التصدي إلا الولي . لكن عندما يكون الفاروق نائبا للخليفة فلا داعي ليواجه الولي بنفسه إنما يرسل له سرية مجتمعة وتجر الولي إلى الفاروق جرا كما حدث فعلا .
والوقت الذي اختاره الثلاثة لتنصيب الخليفة ملائم جدا لهدفهم ، وهو وقت تجهيز النبي والإعداد لمواراته في ضريحه ، وهذا هو الوقت المثالي لتنصيب الخليفة في غياب العترة الطاهرة وغياب عميدها ، فهم منصرفون بكليتهم إلى مصابهم وذاهلون حتى عن أنفسهم بهذه الفاجعة الأليمة ، بل إن المسلمين أنفسهم في حالة ذهول وبالتالي هذا هو الوقت المناسب لتنصيب خليفة بالصورة التي تتمناها بطون قريش .
ثم إن اختيار الأنصار بالذات للترجيح اختيار موفق ودقيق ، فغاية بطون قريش أن لا يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة ، وهذه البطون لا تحفظ لها على أي شخص

315

نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست