responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 303


ثم إن عليا هو الذي كفى رسول الله كفار العرب بسيفه ورمحه ، فكيف يرضى أبو سفيان عن قاتل ابنه وأولاد عمومته ؟ وكيف تتقبل هند وابنها معاوية رئاسة الذين قتلوا الأهل والأحبة ؟ عمر قد يقبل قاتل خاله ، لأن الإيمان تمكن من قلبه ، ولكن غيره لا يتقبل ولا يقبل ، ثم إن الرسول ( ص ) لا لوم عليه فهو لم يقتل بيديه ، إنما كان القاتل علي ، فعصبت قريش دماءها بعلي ووجهت لومها وكراهيتها له مع الاحتفاظ بهويتها الإسلامية وولائها للنبي بالذات ، فلو أخذت قريش بما تسميه " بالفضائل " التي أضفاها النبي ( ص ) على علي وسلمت له الخلافة فإن قريش لن تتحد في ظل حكمه بل ستفترق وتختلف ، وسينعكس هذا الافتراق وهذا الاختلاف على مستقبل الإسلام ومستقبل الولاء للنبي بالذات ، وقد تقع الفتنة مع ما تجره من عواقب وخيمة على الإسلام والمسلمين . بهذا وحده يمكن أن نفسر الاندفاع الهائل لأمير المؤمنين في هذا التوجه ، ونفسر سر الائتلاف بينه وبين بطون قريش على شعار " لا ينبغي أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة " ، حتى تحول أمير المؤمنين عمر إلى مخطط ومنظر حقيقي وأوحد لهذا التيار .
قريش تتحد ضد الولي كما اتحدت ضد النبي وحدة الرؤى الرئيسية وحدت قريش كلها خلف شعار " لا ينبغي أن يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة " ، فقد وقفت كل بطون قريش بلا استثناء [1] ضد النبوة الهاشمية واشتركت كل بطون قريش في مقاطعة بني هاشم ثلاث سنين بهدف القضاء على هذه النبوة وفشل الحصار ، وتآمرت كل بطون قريش على قتل النبي وعبرت عن وحدتها بهذا التآمر بإرسال أحد رجالها للاشتراك في قتله ، وفشلت المؤامرة ونجا النبي ثم جهزت كل بطون قريش الجيوش وحاربت النبي وفشلت ، وأحيط بها فاستسلمت وأدركت أن النبوة قدر لا مفر منه وسلمت بها لبني هاشم .
لكنها عزمت وجزمت على أن لا يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة ، فوقفت وقفة رجل واحد ضد علي كما وقفت كل بطونها وقفة رجل واحد ضد النبي وغايتها محددة وهي أن لا يجمع الهاشميون الخلافة مع النبوة وبنفس الوقت الاحتفاظ بالهوية



[1] الإمامة والسياسة ص 70 - 72 .

303

نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست