نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 191
عدم قتله بالرغم من أنه هدد بالقتل إن لم يبايع ، ورؤي عدم إكراهه على البيعة تقديرا لفاطمة . ولم تتخذ أية إجراءات فعالة ضد الإمام وزوجته الزهراء عندما كانا يطوفان ليلا في مجالس الأنصار ويسألان النصرة ، فكان الأنصار يقولون : يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فيقول علي : أفكنت أدع رسول الله في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟ فتقول فاطمة : ما صنع أبو حسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه وطالبهم [1] . ومع هذا فالنتيجة المنطقية كانت عزل الإمام بعد وفاة فاطمة وعزل شيعته . وتجلت الرغبة بعزل الإمام عن بني هاشم خاصة بمحاولة السلطة اجتذاب العباس إليها بإغرائه ببعض الأمر له ولعقبه . ولكن العباس رفض ذلك رفضا قاطعا ورد ردا حاسما على السلطة [2] . وبالمعيار الموضوعي ، فإنه إذا قدر للشخص العادي أن يختار بين السلطة وبين خصومها ، فإنه سيختار جانب السلطة لأنها هي الجانب الأقوى ، خاصة وأن معارضات أهل البيت تتابعت ، وكاد حبل الود أن ينقطع نهائيا بينهم وبين السلطة عندما هم عمر بإحراق بيت فاطمة على من فيه ، ولكن الله سلم [3] . ولقد بلغ من حجم القناعة لدى السلطة أنها اقتنعت بأنه لا يجوز لبني هاشم أن يجمعوا مع النبوة الخلافة كوسيلة لمنع الاجحاف الهاشمي ، وآمنت السلطة أن قريش قد اهتدت عندما أخذت بهذا المبدأ [4] . والأهم من ذلك أنه قد وضع شرط بأنه لا
[1] الإمامة والسياسة ص 12 على سبيل المثال . [2] الإمامة والسياسة ص 15 - 16 . [3] راجع مراجع التمريق . [4] راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 24 آخر سيرة عمر من حوادث سنة 23 وراجع علامة المعتزلة ابن أبي الحديد شرح النهج وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 149 وما فوق .
191
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 191