نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 110
في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون أنوف بني هاشم . وقد صفت هذه الأحاديث بأسلوب يجعل من كل صحابي ( بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي آنفي الذكر ) قدوة صالحة لأهل الأرض وتصب اللعنات على كل من سب أحدا منهم أو اتهمه بسوء [1] . وقد أجمع الباحثون على أن نشأة الاختراع في الرواية ووضع الحديث على رسول الله ( ص ) إنما كان في أواخر عهد عثمان وبعد الفتنة التي أودت بحياته ، ثم اتسع الاختراع واستفاض بعد مبايعة علي ( عليه السلام ) ، فإنه ما كاد المسلمون يبايعونه بيعة صحيحة حتى ذر قرن الشيطان الأموي ليغصب الحق من صاحبه ويجعلها أموية وتوالت الأحداث بعد ذلك ونقض بعض المبايعين للخليفة الرابع ما عقدوا ، وكانت حروب بين المسلمين انتهى فيها أمر السلطان إلى الأمويين . غير أن بناء الجماعة قد انصدع وانفصمت عرى الوحدة بينهم ، وتفرقت المذاهب في الخلافة ، وأخذت الأحزاب في تأييد آرائهم كل ينصر رأيه على رأي خصمه بالقول والعمل . وكانت نشأة الاختراع في الرواية والتأويل وغلا كل قبيل فافترق الناس . ولم يرزء الإسلام بأعظم مما ابتدعه المنتسبون إليه ، وما أحدثه الغلاة من المفتريات عليه . فذلك ما جلب الفساد على عقول المسلمين وأساء ظنون غيرهم في ما بني عليه الدين ، وإن عموم البلوى بالأكاذيب حق على الناس بلاؤه في دولة بني أمية ، فكثر الناقلون وقل الصادقون ، وامتنع كثير من أجلاء الصحابة عن الحديث إلا لمن يثقون بحفظه . ( 2 ) وأشار الإمام محمد عبده إلى ما صنعه معاوية لنفسه بأن وضع قوما من الصحابة والتابعين على رواية أخبار قبيحة على علي ( عليه السلام ) تقضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله فاختلفوا على ما أرضاه ، منهم أبو هريرة ( 3 ) .
[1] راجع آراء علماء المسلمين في التقية والصحابة وصيانة القرآن الكريم ص 85 للسيد مرتضى الرضوي . 2 - مقدمة الإمام محمد عبده على رسالة التوحيد ص 7 - 8 وراجع شيخ المضيرة للأستاذ محمود أبو رية ص 201 - 203 ( 3 ) مقدمة الإمام محمد عبده على رسالة التوحيد ص 7 - 8 وراجع شيخ المضيرة للأستاذ محمود أبو رية ص 201 - 203
110
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 110