أخذته ردود الأفعال . . . " . ( 10 ) وقال أيضاً : " . . . إغفال أهل السنة المعاصرين لتراجم أئمة أهل البيت ، كالباقر والصادق والكاظم وزيد بن علي وعيسى بن زيد والنفس الزكية وغيرهم ، فالتيجاني تفاجأ بهؤلاء الأئمة الذين لا يكادون يذكرون في مدارسنا وجامعاتنا ، ولا مراجعنا الحديثة ، ثمّ يفاجأ بعلم هؤلاء وفضلهم وشرف بيتهم ، وظنّ أنّ الأمر مبيّت ومدبّر ، بينما هو ردّة فعل لا غير مع جهل أيضاً . وهذا ننكره ، ونطالب بوجود تراجم لهم ، مثلهم مثل غيرهم من العلماء والصالحين . . . " . لماذا الاهتمام بالمستبصرين ؟ روي عن النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال مخاطباً الإمام عليّ ( عليه السلام ) : " لئن يهدي الله بك رجلا واحداً ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم " ( 1 ) . أو : " خير لك من الدنيا وما فيها " ( 2 ) . أو : " خير لك مما طلعت عليه الشمس " ( 3 ) . فهذا الحديث - باختلاف ألفاظه - الذي رواه جميع المسلمين ، فيه دلالة واضحة على أهمّية هداية الآخرين وإيصال الحقّ إليهم . ولتبليغ الحق وايصال الهداية إلى الآخرين طرق وأساليب متعدّدة ، وأثبتت لنا التجارب أنّ أكثرها تأثيراً هي كتب ومحاضرات المستبصرين وحكايتهم لتجاربهم وسردهم للأدلة التي دفعتهم لاعتناق مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) . وهذا علم النفس يشرح لنا أسباب التأثير الملاحظ لهؤلاء على نفوس الناس ، وذلك لأن كتبهم ومحاضراتهم وتراجمهم قد جمعت بين القصة والدليل ، والمخاطب يكون متعطشاً لسماع قصة وأسباب من ترك معتقداته السابقة وتمسك بمعتقدات غيرها . كما أن هؤلاء المستبصرين هم ممن شملتهم العناية الربانية ، حيث أغدق عليهم الباري عز وجل من لطفه الوافر ، فعرّفهم طريق الحق ، ووفّقهم لاتباعه ، ومنحهم قوة الصمود إزاء كافة التيارات المضادة التي حاولت أن تصرفهم عن اتباع الحق . ولهذا ، اهتم مركز الأبحاث العقائدية بهؤلاء ، وحاول أن يوصل تجاربهم إلى الآخرين ، ليكون ذلك سبباً في هداية المتعطشين لمعرفة الحق إلى سواء السبيل .
1 - أصول الكافي 6 : 136 ، صحيح البخاري 4 : 207 ، صحيح مسلم 7 : 122 . وراجع : الاحتجاج 1 : 168 ، مسند أحمد 5 : 333 ، فضائل الصحابة : 16 . 2 - إحياء علوم الدين 1 : 9 . 3 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 : 13 .