responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 382


المختلفة في كتب الفريقين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنا مدينة العلم وعليّ بابها " ( 1 ) .
ودلالة هذا الحديث واضحة في أعلمية الإمام عليّ ( عليه السلام ) بالنسبة إلى جميع الصحابة ، والتي منها يستنتج أفضليّة ( عليه السلام ) على من سواه ، فإنّ العقل السليم يحكم بأنّه لا يكون باباً لمدينة العلم إلاّ من أحاط بجميع علومها ، وهذا المعنى يستلزم أعلميّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من سائر الأصحاب بل من الخلائق كافّة ، لأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعلم من جميع الأنبياء والمرسلين بالإجماع وأفضلهم ، وهو ما صرّح به أغلب العلماء الأعلام من أهل العامة ، كأبي حامد الغزالي ، والقاضي عياض ، والأزهري ، وشهاب الدين أحمد ، والمناوي ، وغيرهم ( 2 ) .
وأمّا استلزام الأعلمية للأفضلية ، فهو موضع وفاق بين العلماء ، فإنّ العلم والمعرفة أشرف الفضائل وأعلى المناقب وأسنى المراتب ، وهي ميزان لتقييم الفضل بين الناس ، ولهذا يكون أعلم الناس - مع مراعاته للورع والتقوى - أفضلهم وأشرفهم مقاماً وأعلاهم درجة .
كما أنّ هذا الحديث يدل على أنّ الإمام عليّ ( عليه السلام ) يعتبر بمثابة حلقة وصل بين الناس وبين علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأنّ الصحابة غير ملمين بكافة أنحاء الشريعة ، فلا يحقّ لهم أن يعتمدوا على ما عندهم في إصدار الحكم الشرعي ، بل عليهم أن يراجعوا من له الإحاطة بجميع الأحكام والمسائل الشرعية .
وقد بيّن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا الحديث أنّ الإمام عليّ ( عليه السلام ) له هذه الإحاطة


1 - إن مصادر هذا الحديث غير قابلة لحدّ الإحصاء ، وطرقه متعددة ، فقد أورده الخوارزمي والحاكم والخطيب وابن المغازلي والسمعاني وابن الأثير والذهبي والعسقلاني وابن الجوزي وعلي القاري والثعلبي والسيوطي وابن كثير وغيرهم . 2 - أنظر : مجموعة رسائل الغزالي ، الرسالة اللدنية فصل البيان وتحصيل العلم ، شرح الشفاء للقاضي عياض : 412 ، فيض القدير للمناوي : 1 / 46 - 47 .

382

نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست