نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 306
فالمبتدعون يجعلون الدين ببدعهم عسيراً ويخرجونه عن حدّ السماحة ، لأنّهم يضيفون تكاليف ما أنّزل الله بها من سلطان على كاهل العباد . كما أنّ البدعة - وإن منحها البعض عنوان الحسنة ! - تفتح الباب على مصراعيه أمام الدجّالين والمتاجرين بالدين ، ليبتدعوا أموراً تأتي على دعائم الدين وتمحو معالمه الحقة ، وقد قال الإمام عليّ ( عليه السلام ) : " ما أحدثت بدعة إلاّ ترك بها سنة ، فاتقوا البدع وألزموا المهيع ، إنّ عوازم الأمور أفضلها ، وإنّ محدثاتها شرارها " ( 1 ) . فالبدعة فرقة للأمّة وتمزيق لصفوفها ، لأنّ المؤمنين يرفضونها والمبطلين يتبعونها ، وهكذا يبدأ الشرخ في جسد الأُمّة الواحدة فيتضعضع كيانها ، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ ) ( 2 ) ، ويقول سبحانه أيضاً : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ( 3 ) ، فلماذا يأخذ بعض المسلمين بما لم يأت به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - كصلاة التراويح - ويتّبعون السبل ويشذون عن صراط الله تعالى ؟ ! . وخلاصة القول : إنّ تشريع الله شامل وكامل ومستوعب لكل أمور الدين والدنيا ، وبنصّ كتاب الله عزّ وجلّ : ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْء ) ( 4 ) ، لأنّ الإسلام خاتم لجميع الشرائع السماوية . يقول الأخ شكيم : " جعلتني هذه الحقائق في حيرة من أمري ، ووجدت العقل ينبذ تشريع الإنسان الذي لا يملك التخويل الرباني ! مع روايات عديدة