responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 3


مقدمة مركز الأبحاث العقائدية تمهيد :
في تاريخنا الاسلامي صفحات ناصعة مشرقة ، نشرت ضياءها يميناً وشمالا ، فاستضاءت بها الدنيا ، ولا تزال هذه الصفحات باقية ، وستبقى ، حتى يأتي يوم الله الموعود .
ومثلما حفل تاريخنا بأيام الخير والعطاء ، فقد مليء بدواعي الأسى والبكاء ، وهكذا هو التاريخ :
فيه سموّ وانتصار . . وفيه تدن واندحار فيه عدل وإنصاف . . وفيه جور وإجحاف وكلّها صفات خالدة ، تزيد المحسنين إجلالا وإكباراً ، ولا تزيد الظالمين إلاّ تباراً .
ولا يشك الناظر في التاريخ أنّ لشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) اليد الطولى ، والقدم السبّاق ، والحسام الأمضى ، والقلم المشّاق . . في صناعة أبهى صفحاته وأزكاها .
وهو مع هذا على يقين من أنّ هذه الفئة من المسلمين ، قد لاقت في ولائها لمحمد وآله الأطهار ( عليهم السلام ) أشدّ أنواع البلايا والمِحن ، وتعرّضت لِما لا يخطر على بال بشر ، بحيث لو طرقت مسمع أحد لأول مرّة لقال : إنما هي مبالغات وأساطير ، إذ يأبى تاريخنا أن يخبىء في طيّاته مثل هذه الأمور .
لكنها حقيقة . . تحتاج إلى عين ناظرة ، وأذن صاغية .
فقد تلقّى الشيعة - ابتداءً من صدر الإسلام وإلى يومنا هذا - من شدائد وآلام وتطريد وتقتيل وإبعاد و . . . ، ما لم يتلقه أحد غيرهم ، ولم يك ذلك إلاّ لولائهم عترة نبيهم والاعتقاد بالمكانة العظمى التي خصّهم الباري عز وجل بها ، ولا يزال الشيعة يتحمّلون المرارة ، ضريبة لهذا الولاء ، ولم يخرجهم كل هذا عن طورهم ، بل واجهوا كل التيارات المعاكسة بمرونة وتقديم الأدلة والبراهين ، وعاملوا الواقع الخارجي بروح موضوعية وبنّاءة .
وهذا ، ما مهّد السبيل لانتصارهم ، وفسح المجال لاتساع دائرتهم ، والتحاق المنصفين أفواجاً أفواجاً بركبهم .
وكتابنا هذا يبّين هذه الظاهرة ، ويسلّط الضوء على حركة الاستبصار واعتناق الكثير لمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) .
ونحن لا نريد من تبييننا لهذا الأمر تعميق الخلاف بين المسلمين ، فما أحوجنا اليوم إلى كلمة تلمّ شملنا وتؤلّف بين قلوبنا ، وما أحرانا باجتياز الحواجز التي ركّزت بيننا ، ثم ما أشوقنا إلى لغة الحوار السليم التي تعيننا على ذلك .
ولو التزمت الأمة الإسلامية بالمناهج البناءة في معاملتها مع من يخالفها في الرأي في دائرة الإسلام ، لبلغت المنى ، ولاستوت مراكبها ، واجتمعت كلمتها على ما تركه لها نبيّها المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا تضلّ بعده ، ولا تفترق .

3

نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست