الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) ( 1 ) . وهي نازلة في حقّ الإمام عليّ ( عليه السلام ) ، كما جاء في كتب الحديث والتفسير والفقه ، ونصّ عظماء الجمهور على تواتر هذا الخبر وصحّته والركون إليه ، كأصحاب الصحاح وغيرهم ( 2 ) ، وأجمعوا على أنّها نزلت في حقّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما تصدّق بخاتمه أثناء الصلاة ( 3 ) . ووجه دلالتها على الإمامة : هو أنّ الله تعالى أثبت الولاية له ولرسوله ولمن آتى الزكاة في حال ركوعه ، وذلك ظاهر من سياق الآية ، والذي آتى الزكاة هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دون غيره ، كما ثبت من إجماع أهل النقل ، والمراد من الولاية هنا ملك التصرّف ، وهذا معنى الإمامة . 2 - قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ ) ( 4 ) . حيث أمر الله تعالى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن ينصّب عليّاً للناس وتبيان فضله ومكانته يوم الغدير ، وقد أخرج ذلك متواتراً أئمة التفسير والحديث والتاريخ ، وروى هذه الحادثة مائة صحابي ! حيث خطب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمحضر مائة ألف من المسلمين أو
1 - المائدة : 55 . 2 - إنّ هذا ممّا اتفق عليه المفسّرون وغالب المحدّثين في حقّ الإمام عليّ ( عليه السلام ) : كابن الأثير الجزري في جامع الأصول : 8 / 499 ( 6515 ) ، والواحدي في أسباب النزول : 201 ( 396 ) ، والطبري في الرياض النضرة : 2 / 179 ( 1617 ) ، وإبن عساكر في تاريخ دمشق : 42 / 357 ، والنسائي في سننه : 5 / 135 ( 8481 ) ، وإبن أبي حاتم الرازي في التفسير الكبير : 4 / 383 ، الطبراني في المعجم الأوسط : 4 / 357 ( 6232 ) . 3 - من الذين اعترفوا بإجماع المفسّرين على نزول الآية في حقّ الإمام عليّ ( عليه السلام ) بخصوص هذا الموقف : القاضي الإيجي في كتابه المواقف : 3 / 601 ، والشريف الجرجاني في شرح المواقف : 8 / 360 ، وسعد الدين التفتازاني في كتابه شرح المقاصد : 5 / 270 . 4 - المائدة : 67 .