نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 187
أنصارهم وانضمامهم لمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ! وفي هذا الصدّد يقول الفيلسوف الألماني " ماربين " ( 1 ) : " كلّما ازدادت قوّة أتباع عليّ ( عليه السلام ) ازداد إعلانهم بذكر مصائب الحسين ( عليه السلام ) ، وكلّما سعوا وراء هذا الأمر ازدادت قوتهم وترقيهم ، وجعل العارفون بمقتضيات الوقت يغيّرون شكل مصائب الحسين قليلا قليلا ، فجعلت تزداد كلّ يوم بسبب تحسينهم وتنميقهم لها حتى آل الأمر إلى أن صار لها اليوم مظهر عظيم في كلّ مكان يوجد فيه مسلمون ، حتى أنّها سرت شيئاً فشيئاً بين الأقوام وأهل الملل الأخرى . . . [ إنّ ] الحسّ السياسي والثوران والهيجان المذهبي الذي ظهر في هذه الفرقة من إقامة هذه المآتم لم ير مثلها في قوم من الأقوام . إنّ من يسبر غور الترقيات التي حصلت في مدة مائة سنة لأتباع عليّ ( عليه السلام ) في الهند ، الذين اتخذوا إقامة هذه المآتم شعاراً لهم ، يجزم بأنّهم متبعون أعظم وسيلة للترقي . كان أتباع عليّ والحسين في جميع بلاد الهند يعدّون على الأصابع ، واليوم هم في الدرجة الثالثة بين أهل الهند من حيث العدد . . . إنّ هذا القسم من الدماغ السياسي والحسّ الثوري - الذي هو عدم الاستسلام للضيم والظلم ، وهو عند حكماء السياسة أشرف شعار وأعظم سعادة وأفضل صفة ممدوحة لكل إنسان - قد ظهر في هؤلاء القوم بواسطة إقامتهم مآتم
1 - في رسالته المسماة ( السياسة الإسلاميّة المبنيّة على فلسفة الاسلام ) وتحت عنوان : الثورة الكبرى أو السياسة الحسينيّة . وقد نشرت هذه الرسالة في صحيفة الحبل المتين الإيرانية ( العدد 28 / السنة الثامنة / 7 محرم 1329 ه 1911 م ) . أنظر : كتاب ( إقناع اللائم على إقامة المآتم ) لمحمد حسين الأمين : 329 - 347 .
187
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 187