نهى الله سبحانه عن التفرّق والاختلاف في الدين فقال - عزّ من قائل - : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) ( 1 ) . رابعاً : كيف يأمر الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالتمسك بالسنة وهو يعلم أنّ المنافقين والمنحرفين سوف يكذبون عليه ، حيث قال : " قد كثرت عليَّ الكذّابة فمن كذب عليَّ متعمّداً فليتبوأ مقعده من النار " ( 2 ) ، فإذا كانت الكذّابة كثرت عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حياته فهل يعقل من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن لا يضع لهم مرشداً يدلهم على صحيحها ، ويميّز لهم بين غثّها وسمينها ، ويبيّن لهم صادقها من المكذوب عليه فيها ؟ ! . خامساً : إنّ الله سبحانه صرّح في محكم كتابه أنّ القرآن الكريم يحتاج إلى مبيّن ، بقوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ( 3 ) ، فالمسلمون يحتاجون بيان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشرحه وتوضيحه لدلالات القرآن ومقاصد آياته . فإذا كان القرآن الذي لا اختلاف فيه ولا يأتيه الباطل من أي جهة بحاجة إلى مبيّن ، فكيف بالسنة النبوية ؟ ! ، فهي أحوج من القرآن إلى من يبيّنها لكثرة وقوع الاختلاف والدسّ والكذب فيها من قبل المنافقين والمنحرفين . مرحلة التحرّر من التحجر الفكري : يقول الأخ إدريس : " كان هدفي أن أكون على بصيرة من ديني كما قال الله سبحانه على لسان نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ