والمحتوى ومغايرة للكتب التي قرأتها سابقاً ، وكان أكثر ما لفت انتباهي في هذه الكتب هو حديث الثقلين المنقول بالتواتر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والذي يوصي فيه أمّته بالتمسك بكتاب الله وعترته أهل بيته ( عليهم السلام ) ، وكانت كلمة " العترة " مفردة لم تطرق سمعي من قبل ، ومصطلحاً جديداً ، فبدأت بالبحث لمعرفة مصاديقهم ليتبين لي الأمر الذي صاروا به عدلاً للكتاب السماوي العزيز . البحث عن مصداق العترة : بدأت بالبحث في كتب أهل السنة حول أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فوجدت البعض يذهب إلى أنّ أهل البيت هم آل عباس أو آل عقيل ، والبعض الآخر يذهب إلى أنّ أهل بيت الرسول ( عليهم السلام ) نساؤه . وراجعت كتب الشيعة فرأيتهم يحصرونهم في أصحاب الكساء وذرية الحسين ( عليه السلام ) ، واستدلوا لإثبات قولهم هذا بآيات من القرآن كآية المباهلة والتطهير . فكلمة ( أَنْفُسَنا ) في آية المباهلة تشير إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والإمام عليّ ( عليه السلام ) ، لأنّه نفس الرسول كما ذكر ذلك المفسرون من أبناء العامّة وغيرهم ، وكلمة ( نِساءَنا ) تشير إلى فاطمة ( عليها السلام ) ، وكلمة ( أَبْناءَنا ) تشير إلى الحسن والحسين ( صلى الله عليه وآله ) . وآية التطهير قد ورد فيها ذكر أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين أذهب الله عنهم الرجس في سياق يختلف عن ذكر نساء النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فبضم هذه القرائن بعضها مع بعض ، وجمع كلام المفسرين فيها ، يتبيّن للباحث بأنّ عترة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) هم الذين باهل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهم نصارى نجران ، حيث لم يخرج سواهم في هذا الأمر الخطير مما حدا بالنصارى