لإحياء هذه النهضة فجعلوها وسيلة إعلامية لتبيين الحقيقة للناس ، وجعلوها سبيلاً لإحياء المفاهيم الحقة وإضفاء الوعي في المجتمعات ، لئلا ينخدعوا بالتيارات المنحرفة التي مثّلت إمتداداً للحركة الأموية ضد الإسلام ، الذين تلاعبوا بمادىء الإسلام ليصوغوه وفق مبتغياتهم وعلى ضوء ما يحقق مآربهم ، فاجتهد الشيعة ليبيّنوا للناس أنّ السبيل الوحيد لاتباع رسالة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنّما يتحقق باتباع العترة ( عليهم السلام ) ، لأنّهم الأُمناء على الشريعة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهم الينبوع الذي اصطفاه الباري عزّ وجلّ ليكون مصدراً نقيّاً يتلقى منه المجتمع معالم دينه ، ويرجع إليه في الاختلافات بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . الموقف الثاني : الشهادة بالولاية لعليّ ( عليه السلام ) في الأذان : وهذا الموقف اتخذه الشيعة لإيضاح أحقية أمر الخلافة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتوظيفه لتبيين الحقيقة ، فالأذان عبادة توقيفية يجب الاقتصار فيه على المتيقن ثبوته من الشريعة ، ولكن حيث لا يشترط التوالي فيه ويجوز الفصل بين فصوله ولا يحرم التكلّم بينها ، فقد ذهب إجماع فطاحل العلماء من الشيعة أن يؤتوا بفقرة الشهادة لعليّ ( عليه السلام ) بالولاية بعد الشهادة للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالرسالة ، على أن يكون ذلك إعلاماً وشعاراً لهم أمام الملأ ، الذين طالما سيطر عليهم الحكام وحاولوا طمس الحقائق والتعتيم على حقيقة الولاية لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) . فأصبحت هذه الشهادة الثالثة كالصلاة على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عقيب ذكر اسمه الشريف في الأذان . بطلان التشنيع على أذان الشيعة : إنّ دعوى لزوم التشريع من ذكر الشهادة بالولاية ليس بصحيح ، لأنّ الإتيان بها ليس على قصد الجزئية لا يحتاج إلى دليل من الشارع ، بل الإتيان بها