هو على قصد عدم الجزئية ، فهذه الفقرة ليست جزءاً من الأذان وإنّما هي جزء الإيمان . وكان استلزام الاتيان بها للحاجة المقتضية لذلك ، وذلك لأنّ الشيعة لاقت تياراً معاكساً شديداً استهدف الوقوف بوجه الحقّ ، وكانت كافة وسائل الإعلام بيد خصومهم لسيطرتهم على زمام الاُمور ، فمن هنا استوجب عليهم أن يستخدموا كافة الوسائل والأدوات الإعلامية التي لا يوجد فيها محذور شرعي ، حتى يبيّنوا الحقائق التي شوهها الخصم في أوساط المجتمع ، ويلقوا الحجّة على الناس في ذلك . وقد شنّع أبناء العامة من قبل وإلى يومنا هذا على هذا ، ولكن فاتهم بأنّ هذا الأمر لو يستحق التشنيع فعمر بن الخطاب هو أوّل من يشمله ذلك ! ، لأنّه أوّل من غيّر في فصول الأذان وأضاف إليه فقرة " الصلاة خير من النوم " ، في حين كان أذان النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خال منها ( 1 ) . كما أنّه أسقط فقرة " حي على خير العمل " ، فقال وهو على المنبر : " ثلاث كن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنا أنهى عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن : متعة النساء ومتعة الحج و حي على خير العمل " ( 2 ) ، مع أنّ هذه الفقرة كانت في أذان الرسول ! ( 3 ) . وكما ذكرنا أنّ الأذان عبادة توقيفية يجوز إضافة عبارة إليه لا على سبيل الجزئية لعدم شرط التوالي فيه ، ولكن لا يجوز أبداً إسقاط فصل منه لأنّ ذلك