نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 401
أحد مستند ذلك ولا نجد إشارة في التاريخ الإسلامي إلى الآيات التي كتبها معاوية ! . وحتى لو صحّ أنّه كتب الوحي ، فهذا لا يستوجب تنزيهه عن الخطأ ، أو عصمته من الضلال بعد ذلك ، فقد إرتدّ عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان كاتباً للوحي ! ونزل فيه قوله تعالى : ( قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ . . . ) ( 1 ) ، فهو بعد أن كتب للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجع ناكصاً على عقبيه حتى أحبط عمله ( 2 ) . وكذا كان عبد الله بن خطل من قبله كاتباً للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثم أرتدّ وأصبح يقول : " إن كان محمّد نبيّاً فإنّي لا أكتب له إلاّ ما أريد " ، حتى أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بضرب عنقه يوم الفتح ولم تشفع له كتابة الوحي ( 3 ) . فهذه المناقب المفتعلة والصفات الوهمية التي حاول البعض تزيين شخصية معاوية بها قد كشفها الواقع ، وهي غير خافية على كلّ متتبع باحث في التاريخ الإسلامي . وصف معاوية بخال المؤمنين : إنّ وصف معاوية ب " خال المؤمنين " وجعله متفرداً به لا يعدو عن كونه تمحلا لا أكثر ! . لإنّه إنّما يكون خالاً لو كان كون أمّ حبيبة أمّاً للمؤمنين من طريق النسب لا من طريق تحريم النكاح والتعظيم لحقوق الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولو كان قولهم هذا قياساً مقبولاً وتأويلاً معقولاً لكان أبو بكر وعمر أجداداً للمسلمين ! ، ولو كان أحد أولى
1 - النساء : 93 . 2 - أنظر : أسباب نزول القرآن للواحدي : 223 ( 442 ) . 3 - أنظر : الكامل لابن عديّ : 1 / 405 .
401
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 401