نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 359
أبرزها هو الجانب العلمي ، ولذا ليس من المبالغة والخروج عن الواقع في وصف علمه بأنّه علم النبيين - كما قال المنصور الدوانيقي : " أنّه ليس من أهل بيت نبوة إلاّ وفيه محدّث ، وإن جعفر بن محمّد محدثنا اليوم " ( 1 ) - وإنّ مدرسته جامعة علمية إسلامية خلّفت ثروة فكرية ، وخرّجت عدداً هائلاً من رجال العلم ، وأنجبت صفوة من المفكرين والفلاسفة والعلماء ، وقد حوت هذه الجامعة آلاف الطلاب من مختلف الملل والنحل والطوائف . فالحضارة الإسلامية عموماً والتراث العربي خصوصاً مدينان لعميد هذه المدرسة العظيمة الإمام جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) . مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إنّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) رغم الضغوط الشديدة : والظروف العسيرة التي كان يعاني منها ، قد طبّع مدرسته هذه بطابع الاستقلال وعدم الخضوع للأنظمة الحاكمة آنذاك ، فصمدت بثبات في سبيل تحقق ذلك رغم جور الأمويين وتعسف العباسيين . وقد عاصر الإمام الصادق ( عليه السلام ) ساحة سياسية مضطربة وفوضوية ، وأدرك بثاقب بصيرته أنّ العواقب غير محمودة إن زجّ بنفسه وبأشياعه في هذا المعترك ، ولذا ركّز نشاطه في مجال النصح والإرشاد من أجل توعية المجتمع ورفع مستواه العلمي ، كما أنّه حذّر بني عمّه من بني الحسن ( عليه السلام ) من أي تحرّك انفعالي غير مدروس ، وبيّن لهم المردود السلبي في ذلك ( 2 ) . ولقد إتّخذ الإمام ( عليه السلام ) منهجاً سار فيه ليؤدي الرسالة الملقاة على عاتقه ،