نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 329
كما قال ابن تيميّة في رده على البكري : " ولو قدّر أن شخصاً أبطن خلاف ما يظهر من الأقوال لم يكن زنديقاً إلاّ إذا أبطن الكفر ، وإلاّ فمن أبطن قولا يعتقد أنّه دين الإسلام ويناظر عليه لم يكن هذا زنديقاً عند الفقهاء . . . " ( 1 ) . مسألة تحريف القرآن : ادّعى الخطيب بأنّ الشيعة يقولون بتحريف القرآن ، وهو إفتراءٌ آخر يضاف إلى سلسلة الافتراءات التي حواها هذا الكتيّب . فالقرآن الكريم يمثّل روح الأُمّة الإسلاميّة التي لا غنى للمسلمين عنها ، فهو كيانهم ووجودهم ، وقد أجمعوا على أنّ القرآن هو هذا الذي بين الدفتين لم يزاد فيه ولم يعتريه النقصان ، وهذا ما يؤمن به الشيعة . وكملاحظة نلفت النظر إليها ، إنّ محدثي الشيعة عنوا منذ القرون الأُولى بجمع الروايات الواصلة إليهم عن الأئمة ( عليهم السلام ) - صوناً لها من الضياع وحفظاً لها من النسيان - من غير نظر إلى متونها أو أسانيدها ، فالرواية على هذا الأساس أعمّ من الاعتقاد ، ولذا لا يجوز نسبة مطلب إلى راو أو محدّث - فضلا عن طائفة - بمجرد نقله لخبر يدل على ذلك المطلب ، فإذا صرّح كاتب بمعتقد ما ، فلا يصحّ تعميم اعتقاده على الطائفة بأجمعها ، لأنّ مبناه في صحّة تلك الأخبار أو تبنيه لذلك المعتقد قد يكون مخالفاً لمباني الآخرين . ويؤكد ما ذكرناه - من أنه رأي شخصي - أنّ علماء الشيعة المعاصرين للشيخ حسين النوري الطبرسي ، والمتأخرين عنه تناولوا كتابه بالردّ والنقد ، كالسيد محمّد حسين الشهرستاني ، والشيخ محمود العراقي وغيرهما ، وللشيخ
1 - أنظر : الاستغاذة في الردّ على البكري لابن تيمية : 2 / 595 .
329
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 329