نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 266
ولا غرابة في موقف الحارث هذا ، لأن الرفض الاجتماعي لهذا الأمر الإلهي قد أشار إليه الباري حينما أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بتنصيب الإمام عليّ ( عليه السلام ) بقوله تعالى : ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ ) ( 1 ) ، فانّ الجوّ السائد كان أنذاك هو سيادة قريش على القبائل الأخرى ، وكما هو واضح أنّ قلوب قريش كانت ترفض خلافة عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، لقتله كبارهم في حرب بدر وأحد وغيرها ، ولدوره الكبير في كسر شوكتهم في حرب الأحزاب . والأمر الآخر هو أنّ كل قبيلة كانت تبعاً لرئيسها ، فلم يكن لأحد مجال لإبداء الرأي ، وكان الإذعان من قبل رؤساء القبائل بكون الخلافة بالنصّ يسدّ الباب بوجوههم ويحرمهم من الزعامة في المستقبل ، فلهذا اتفقت كلمتهم على أن لا تكون الخلافة بالنصّ ليكون لهم حصّة فيها فيما بعد . مجال تأويل حديث الغدير : كان الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعلم بما تنطوي عليه نفوس المعارضين لخلافة عليّ ( عليه السلام ) ، ولهذا حاول في يوم الغدير أن لا يترك مجالا لمن في قلوبهم مرضٌ فيؤولوا الحديث حسب أهوائهم ، ولا سيما في كلمة ( المولى ) التي تشتمل على معان متعدّدة : من قبيل المحبّ والناصر وغير ذلك . فأورد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) القرينة في كلامه ليحدّد المعنى الذي يقصده من هذه الكلمة ، فقال : " ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ، فلما شهدوا له بذلك ، قال : " من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه " ، ليثبت أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أولى بالتصرف في أُمور الناس من بعده .
1 - المائدة : 67 .
266
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 266