و . . . يختلف عما عندنا ! وبدافع المعرفة والاطلاع على هذه الطائفة بدأت بتتبع مراكزهم وجمع كتبهم والاحتكاك بهم . . . وكنت أقارن بينهم وبين أبناء العامة لا سيّما المالكية ، وأوّل ما واجهت من خلال المطالعة والتتبع في كتب الشيعة ومعرفة تراثهم أنّهم قد تعرّضوا للفرية والتشنيع ، إمّا بسبب العداء الطائفي ، وإمّا بسبب عدم الاطلاع على تراثهم ، والحقيقة أنّ كلا الأمرين مخجل ! ولقد كانت لكتبهم - لا سيّما كتب المستبصرين - دور كبير في فتح آفاقي الفكريّة ، وتوسيع إدراكي في فهم الحوادث التاريخيّة ، خصوصاً تلك التي تلت وفاة النبيّ الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومع هذا كنت أرجع إلى الصّحاح لأتحقق بنفسي ، لأنّ دأب الشيعة كان الاستدلال بكتب أبناء العامة وذكر ما ورد فيها . ولاية الإمام عليّ ( عليه السلام ) في القرآن والسنة : ومن المسائل التي استوقفتني كثيراً وجعلتني أبحث عنها بدقّة ، هي ولاية الإمام عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) من خلال القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة ، فهنالك آيات كالمباهلة والإنذار والتبليغ و . . . ، وأحاديث كالمنزلة والثقلين والطير والغدير و . . . ، دلّت بشكل قاطع على إمامته ووجوب تقديمه والاقتداء به " . وهذه النصوص القرآنية والنبوية وردت بشكل واضح ، وذكرها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مواقف متعدّدة ، وذلك ليرسخ حقيقة ثبوت الإمامة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وتتجلى هذه الحقيقة لكلّ مسلم لو أمعن النظر في هذه الآيات والأحاديث التي منها : 1 - قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ