نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 259
وعي مجتمعاتنا المعاصرة : لا بد لكل مسلم من قراءة الأحداث التاريخية المرتبطة بالشؤون العقائدية بكل دقة وإمعان ليكون على بصيرة من دينه ! . والطريق شائك ، واجتيازه مجهد ، لأنّ الانحراف الذي تواصل أربعة عشر قرناً من الصعب إصلاحه في بضع سنين ، والأمر يستدعي من الباحث الذي يقصد معرفة الحقّ أن يغوص فيه بروح بنّاءة ونفس موضوعية ويتناول الأبحاث بعقلية واعية . وهذا الأمر لا يحصل إلاّ للقلة التي تصمّم مواصلة السير مهما كلّفها الأمر ، لأنّ الإشكالية الأساسية التي تعاني منها البشرية المعاصرة ، هي حالة الفراغ العقائدي والخواء الروحي لإبتعادها عن التتبع والبحث والمطالعة . فنجد معظم الناس اكتفوا باتباع نهج الآباء في العقائد ، ولم يتعبوا أنفسهم في هذا المجال ، ممّا أدى بهم إلى التخبّط على الصعيد الفكري والعقائدي ، لأنّهم باتباعهم الأعمى لنهج السلف أصبحوا يعيشون حالة الخواء ، فافتقدوا المتانة الذاتية في نفوسهم للصمود أمام الشبهات والتيارات المعاكسة ، فأصبحوا أتباع كل ناعق وأتباع كل من له القدرة على خداعهم والتلاعب بمشاعرهم ، ولهذا آل أمرهم إلى الانحدار المريع ، فأصبحوا لا يمتلكون المستوى الفكري الذي يحصّنون به أنفسهم إزاء التيارات الفكرية التي تعصف بين الحين والآخر لتحقق مصالحها وتصل إلى مآربها . ولكن مع ذلك فإنّ الباري عزّ وجلّ لا يترك عباده سداً ، بل يتمّ عليهم حجّته ويريهم آياته لعلّهم يبصرون ، فمن هذه النماذج كان الأخ سالم ، إذ شاءت الأقدار الإلهية أن ترشده إلى الحقّ وهو يعيش في أجواء تحيطها غيوم العصبية
259
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 259