نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 258
والحروب التي وقعت فيما بينهم بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّ هذه الأمور قضايا تاريخية قد مضى زمنها ، ولا ينفعنا البحث حولها في حياتنا المعاصرة ، ولا جدوى في بذل الجهد لدراستها ، ولا بد من الاهتمام بالأمور التي تنفع واقعنا المعاصر فحسب . ولكن الباحث الواعي يجد أنّ هذه الشبهة هي مجرّد محاولة لإبعاد المسلم عن مصدره التشريعي ، لأنّ المسائل التاريخية لها بُعدان ، بُعد تاريخي مضى عصره والآخر بُعد ديني باق أثره إلى يومنا هذا ، وعلى المسلم المهتم بدينه أن يغربل التاريخ ويبذل قصارى جهده لمعرفة الحقيقة في ذلك . فتاريخ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأحداث التي جرت بعد وفاته تمثل المنهج الديني والتشريعي للمسلم في معرفته للإسلام الصحيح ، الذي لم تتلاعب به أيدي المغرضين ، وما لم يعرف المسلم واقع الاختلافات التي جرت بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنه سوف يجهل الدين الصحيح الذي جاء به النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد يتبع أهل البدع والأهواء وهو يظنّ أنّه على سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وممّا لا شك فيه أنّ أعظم خلاف وقع بين الأُمة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو اختلافها في الإمامة ، لأنّها تمثّل حفظ وصيانة الإسلام من التلاعب والتغيير ، إذ مع غيابها تفتقد الساحة الإسلامية من يصون مبادءها ، فيكون الدين لعبة بأيدي أُناس يؤوّلون النصوص على ضوء المصالح التي يرتؤونها لأنفسهم ، وبذلك تستأجر السلطات الجائرة بعض وعاظ السلاطين لتأويل النصوص التشريعية على مرامهم ، ليحمّلوا الألفاظ ما لا تطيق ويصرفونها عن مفادها ومغزاها طمعاً منهم في حطام الدنيا .
258
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 258