يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ ) ( 1 ) ، ويقرأ فيها أيضاً : ( قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ) ( 2 ) ، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة . معنى العبادة : لقد عرّف أهل اللغة العبادة بتعاريف متقاربة ، فقد قال إبن منظور في لسان العرب : " أصل العبودية : الخضوع والتذلل " ( 3 ) . وقال الراغب في المفردات : " العبودية إظهار التذلل ، والعبادة أبلغ منها ; لأنّها غاية التذلل ، ولا يستحق إلاّ من له غاية الأفضال وهو الله تعالى ، ولهذا قال : ( وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ ) ( 4 ) " ( 5 ) . وقال الفيروز آبادي في القاموس المحيط : " العبادة : الطاعة " ( 6 ) . وتعريف العبادة بالطاعة والخضوع ، أو غاية الخضوع والتذلّل هو تعريف بالمعنى الأعم ; لأنّ احترام الولد لوالده وطاعته له واحترام التلميذ لأستاذه وخضوعه أمامه ، بل تذلّل الجندي أمام قائده كل ذلك لا يعد عبادة مطلقاً مهما بولغ في الخضوع والتذلّل ، فلو قبّل الولد أقدام والديه فلا يدعي أحد أنّ عمله هذا عبادة منه لوالديه ، بل على العكس نجد القرآن يقول : ( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) ( 7 ) .