نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 152
وتقول تأنيا : " لكنني رفضت كلامها جملة وتفصيلا ! ثم انطلقت مع رفاقي إلى شؤوني ، لكنّني بقيت أفكّر لفترة بمنطق تلك الفتاة المحجبة وثقتها بنفسها ، وحرصها على مبادئها ، وسعة إطلاعها ، حتى سنحت لي فرصة دفعني خلالها حبّ الإستطاع أن أذهب إلى مسجد الإمام عليّ ( عليه السلام ) في " هامبورغ " ، فتحدثت وتحاورت مع عدد من المسلمين الشيعة الذين اجتمعوا هناك وكانوا من شعوب مختلفة ، فلاحظت فيهم المنطق وقوّة الدليل ، فقوّيت صلتي مع عدد منهم لأتعرف على الحقائق التي كنت أجهلها من قبل ، وبالتدريج أخذ عقلي وروحي يستسلمان وينقادان لأفكارهم وعقائدهم ، حتى وصلت بي الحالة أن بدأت أشعر كأنني مسلمة مثلهم ولا أختلف عنهم في شي " . المستشرقون وتشويه الإسلام : كان من حسن حظ الأخت تأنيا أنّها تعرّفت على الإسلام بصورة مباشرة ، ولم تتعرّف على الإسلام عبر المسيحية التي حاولت اختراق الفكر الإسلامي باتخاذ نهج التشكيك والمغالطة وتشويه الحقائق والافتراء ، لتحريف التاريخ الإسلامي وتشويه مبادئه وثقافته وإعطاء المعلومات المغلوطة عنه تحت عنوان الاستشراق . فإنّ ما كتبه المستشرقون من دراسات وما قاموا به من رحلات يحتاج إلى قدر كبير من الحيطة والحذر ، فأكثر هذه الإنجازات لم تكن تتسم بصفة الموضوعية ، حيث جاء المستشرقون بأفكار مسبّقة وانطباعات ذهنية شاذّة عن الإسلام والمسلمين ، فطبقوها بشكل لا يخلو من التعسف والتعنت ، فضلا عن أنّهم لم يعايشوا ما كتبوه عن المسلمين ، ولذا غابت عنهم الحقيقة ووقفوا عند ظواهر الأمور .
152
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 152