نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 332
إليه - سبحانه - فرجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته ، ولا تخطر ببال أولي الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته . . . فأشهد أن من شبهك بتباين أعضاء خلقك ، وتلاحم حقاق مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك ، لم يعقد غيب ضميره على معرفتك ، ولم يباشر قلبه اليقين بأنه لا ند لك . . . كذب العادلون ، إذ شبهوك بأصنامهم ، ونحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم وجزأوك تجزئة المجسمات بخواطرهم . . . وأشهد أن من ساواك بشئ من خلقك فقد عدل بك ، والعادل بك كافر بما تنزلت به محكمات آياتك ، ونطقت عنه شواهد حجج بيناتك ، وإنك أنت الذي لم تتناه في العقول فتكون في مهب فكرها مكيفا ، ولا في رويات خواطرها فتكون محدودا مصرفا . . . إلى آخر خطبته عليه السلام [1] . وفي أصل " النبوة " مهما بحثنا لا نجد عقيدة تنزه الأنبياء والرسل ، صلوات الله عليهم أجمعين غير عقيدة الشيعة الإمامية ، وأما عند سواهم فالأنبياء جميعا محملون بالأخطاء والآثام ! وهذا مما ينفر منهم ولا يقرب إليهم ، ولا يستقيم إطلاقا مع كونهم عليهم السلام أمناء الله تعالى على رسالاته ، ولا مع كون الاقتداء بهم أمرا إلزاميا . إذ كيف يكون أمينا على وحي الله تعالى ورسالاته من يحتمل منه الخطأ والاشتباه ؟ ! أم كيف يؤمر العباد بالتأسي بهم ، بكل أفعالهم وأقوالهم ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) [2] ، ( ولقد كان لكم في رسول
[1] نهج البلاغة - شرح الدكتور صبحي الصالح : 124 - 136 - خطبة رقم 91 - . [2] الحشر : 7 .
332
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 332