نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 310
وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيل ، وفتح الأمصار سقاهم كأس الهواء ، فعادوا إلى الخلاف الأول ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما يشترون [1] . ولعل منهم في عصرنا هذا : شيخ الأزهر الأسبق الشيخ سليم البشري ، وقد صرح هو بذلك في جوابه للسيد شرف الدين الموسوي ، بعد مناقشات ومراسلات طويلة بينهما عرض عليه السيد الموسوي من خلالها أدلة وبراهين قاطعة بأحقية مذهب أهل البيت ، وأنهم - عليهم السلام - أولى بالاتباع من سواهم ، فأجابه الشيخ ، قائلا : وحين أغرقت في البحث في حجتك ، وأمعنت في التنقيب عن أدلتك ، رأيتني في أمره مريج : أنظر في حججك فأراها ملزمة ، وفي بيناتك فأراها مسلمة ، وأنظر في أئمة العترة الطاهرة فإذا هم بمكانة من الله ورسوله يخفض لها جناح الذل هيبة وإجلالا . . ثم أنظر إلى جمهور أهل القبلة ، والسواد الأعظم من ممثلي هذه الملة فأراهم مع أهل البيت على خلاف لما توجبه ظواهر الأدلة ! فأنا أؤامر مني نفسين : نفس تنزع إلى متابعة الأدلة . . وأخرى تفزع إلى الأكثرية من أهل القبلة ! قد بذلت لك الأولى قيادها ، فلا تنبو في يديك ، ونبت عنك الأخرى بعنادها ، فاستعصت عليك . . ! ! [2] يقول هذا وكأنه نسي - غفر الله له - ما لقي أهل البيت منذ غياب
[1] كتاب السر العالمين - للغزالي - المقالة الرابعة 20 - 24 ، ورواه عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 62 . [2] المراجعات : المراجعة 11 ص 32 .
310
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 310