نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 308
ويجمع الروايتين جميعا ما رواه عن أبي بكر الأنباري في " أماليه " أن عليا عليه السلام جلس إلى عمر في المسجد ، وعنده ناس ، فلما قام نسبه أحدهم إلى التيه والعجب ! فقال له عمر : حق لمثله أن يتيه ! والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام ، وهو بعد أقضى الأمة ، وذو سابقتها ، وذو شرفها . فقال له ذلك القائل : فما منعكم عنه ، يا أمير المؤمنين ؟ قال : كرهناه على حداثة السن ، وحبه بني عبد المطلب [1] ! فليتهم عرفوا : هل بلغوا العذر عند الله ورسوله بما اعتذروا ، بعدما علموا من منزلته ، وبعد أن أيقنوا أنه الأولى بلا منازع ؟ فهو : ذو سابقتها ، وذو شرفها ، ولولا سيفه لما قام عمود الإسلام ، وبعد فهو أقضى هذه الأمة ! وهو عليه السلام القائل : " لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا " . حتى إذا علموا أنه صلى الله عليه وآله وسلم سيكتب له كتابا في مرضه الأخير لا يمكن بعد نقضه ، رفعوا أصواتهم فوق صوته ، وقالوا : إنه يهجر ! حسبنا كتاب الله ! ! والله إنها لكارثة لست أدري كيف نستطيع أن نغضي عندها أسماعنا ! ! أم كيف نغفل مدى غضب رسول الله ، وغضب الله عندها ! ! أليس من حقنا - بل الواجب الذي يمليه إيماننا بالله ورسوله ودينه علينا - أن نغضب لغضب رسول الله ؟ أم إن علينا أن نعتصر قلوبنا ، ونقطب جباهنا ، نفرة من إثارة هذه الأحاديث ، لا لشئ إلا لأنها تمس بمعتقدات نشأنا عليها ؟ !