نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 30
سينمو بالنتيجة ، ليكون موردا مستقلا له خصائصه ، وقواعده ، ودعائمه التي يقوم بها ، وتميزه عن غيره ، وكلما مضى في تعزيز بنيته ، فقد تغلغل في البعد عن منبعه الأول ! وهكذا قل مع كل مورد أدخلت فيه السياسية أصابعها ، حتى تحصل في الواقع اتجاهات متعددة ، تتوغل في البعد عن بعضها كلما أرادت تدعيم حججها وإظهار معالمها . والحقيقة هي هكذا لو تبصرنا فيها . ولولا خشية الخروج عن منهجنا ، لفصلنا القول في إيضاح ذلك ، ولكنا اكتفينا بما يشير إليه ضمن فصول هذا الكتاب ، تاركين التطبيق للقارئ الكريم لأن تكلف التطبيق سيخرج بنا عن منهجنا في هذا البحث ، أولا ، وسيرغمنا - ثانيا - على الإطالة ، التي سعينا جاهدين لتجنبها . وأمام تلك الحقائق ، فلا مفر من كوننا جميعا ، على قدم سواء في المسؤولية ، مسؤولية البحث ، والتحري ، والاستكشاف ، ثم انتخاب الموقف الواعي ، القويم ، غير المنحاز ، وغير المتطرف . وكلنا متساوون في الحاجة إلى مراجعة مواقفنا ، ثم إعادة بنائها على أساس سليم . وإلى هذا كان سعينا ، وفق خطوات نعرضها مرتبة في فصول هذا الكتاب . والله من وراء القصد ( والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) [1] :