نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 281
فماذا بقي بعد ؟ نعم ، إن أحدا لا يشك في أن قرنا عاش فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو خير القرون . فأي زمن هذا الذي يضاهي زمنا أطل فيه نور المصطفى على العالمين ! زمنا فيه بهجة الخلائق ، الرحمة المهداة ، إمام الأنبياء ، وسيد المرسلين ! زمنا ما زالت رسل السماء فيه تتوافد على رسول الله وأمينه في أرضه ، ونور الإسلام ينتشر في الآفاق فيملأ قفارها خيرا وعطاء وحبا وعزة وصفاء ! وحسبك فيه أنه عهد المصطفى المختار ، وكفى . فطوبى لمن أدركه ثم رعاه ، فإن صحبة المصطفى شرف لا يضاهى لمن حفظ له حقه ، ولكنه وبال على من فرط فيه ، وضيعه ! روى البخاري عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، قال : لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت : طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعته تحت الشجرة . فقال : يا بن أخي ، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده ! صلى الله عليه وآله وسلم ( 1 ) ! إذن ، هل يصح أن يكون كل رجل منهم بمنزلة النجم ، إذا اقتدينا به اهتدينا ؟ إن كان الأمر كذلك فعلى أي شئ هرعوا مسرعين نحو سقيفة بني ساعدة ليدركوا الأنصار قبل أن يبايعوا خليفة من بينهم ؟ وكان الأنصار قد مالوا إلى سيدهم سعد بن عبادة ، ألم يكن سعد
281
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 281