نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 245
حتى إذا حضرته الوفاة ، قال : يا ليتني مت قبل هذا اليوم بثلاثين سنة ، أصلحت لمعاوية دنياه ، وأفسدت ديني ، آثرت دنياي وتركت آخرتي ، عمي علي رشدي حتى حضرني أجلي [1] . وسرعان ما يقفز إلى الذهن هنا موقف شبيه بهذا ، وقد رد عليه القرآن الكريم ، فقال : ( آلآن وقد عصيت قبل . . . ) [2] . ومعاوية من هو ؟ بعد ما قرأنا أخباره نكتفي هنا بذكر أرقام وتعريف غاية في الإيجاز : فهل تعلم أنه خرج على إمام زمانه الحق علي بن أبي طالب ، هل تعلم من كان مع علي ؟ كان معه سبعون بدريا ! وممن بايع تحت الشجرة كان مع علي سبعمائة رجل ! ومن سائر المهاجرين والأنصار أربعمائة رجل ! ولم يكن مع معاوية إلا النعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد من الأنصار [3] . أذكر هذه الأرقام وقلبي يعتصر ألما إذ أستعين بها وبنظائرها للاستدلال على أحقية علي عليه السلام ، وأن خصومة ليسوا على شئ ! أبعد علي نبحث عن أدلة وشواهد على الحق ؟ ! وبعد ، فإن هذا الصحابي ، وكاتب الوحي ! هو الذي قتل الصحابيين :
[1] وقعة صفين : 34 - 39 ، اليعقوبي 2 : 184 - 186 ، ابن أبي الحديد 2 : 62 - 66 ، الكامل 3 : 276 بعضه ، سير أعلام النبلاء 3 : 71 - 73 بعضه ، تاريخ ابن خلدون 2 : 625 مختصرا . [2] يونس : 91 . [3] تاريخ اليعقوبي 2 : 188 ، وفي مآثر الإنافة : قتل - من أصحاب علي عليه السلام بصفين - خمسة وعشرون بدريا كان من جملتهم عمار بن ياسر الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " تقتلك الفئة الباغية " 1 : 102 .
245
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 245