نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 226
أما تاريخ شيخنا الذهبي : غفر الله له ولا آخذه ، فإنه على حسنه وجمعه مشحون بالتعصب المفرط ، فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين ، أعني الفقراء الذين هم صفوة الخلق ، واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعية والحنفيين ، وقال وأفرط على الأشاعرة ، ومدح وزاد في المجسمة ، هذا وهو الحافظ القدوة ، والإمام المبجل ، فما ظنك بعوام المؤرخين ؟ فالرأي عندنا أن لا يقبل مدح ولا ذم منهم إلا بما اشترطه - يعني والده وقد ذكر شروطا لذلك منها : الصدق ، والمعرفة ، وعدم غلبة الهوى - . ثم قال : لا يجوز الاعتماد على الذهبي في ذم أشعري ، ولا شكر حنبلي ، لما حكي عن العلائي كونه - بعد وصفه له بالتدين والورع قال - : قد غلب عليه مذهب الإثبات والغفلة عن التنزيه ، حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات . فإذا ترجم واحدا منهم يطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ، ويبالغ في وصفه ، ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن . وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر ، كإمام الحرمين ، والغزالي ، ونحوهما ، لا يبالغ في وصفه ، ويكثر من قوله من طعن فيه ، ويعيد ذكره ، ويبديه ، ويعتقده دينا وهو لا يشعر ، ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها ، وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها . وكذلك فعله في أهل عصرنا ، إذا لم يقلد على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته : والله يعلم . ونحو ذلك مما سببه المخالفة في العقائد . قال التاج : إن الحال في حقه أزيد مما وصف العلائي ، وهو شيخنا ، ومعلمنا ، غير أن الحق أحق أن يتبع ، وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد
226
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 226