نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 196
الحسين السبط عليه السلام يراد منه قسرا أن يبايع ليزيد - صاحب الخمرة والمجون ! - فلم يجد أمامه إلا أن يخرج من مدينة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قاصدا العراق بعد أن أتته كتب أهلها بالبيعة والولاء ، فيستشهد بينهم في وقعة ، بل مأساة لم تشهد لها الدنيا نظيرا ! وقد تهيأ له عليه السلام أن يقف فيهم خطيبا ، فقال : " أيها الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رأى سلطانا جائرا ، مستحلا لحرم الله ، ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله . ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد ، وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفئ وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله ، وأنا أحق من غير ، وقد أتتني كتبكم ورسلكم ببيعتكم ، وأنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فإن أقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم . وأنا الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهلكم ، فلكم في أسوة . . . " [1] . فلما لمن يكن منهم إلا قتاله ومن معه من أهل بيته وأصحابه ، ركب عليه السلام راحلته وتقدم إلى جيش يزيد ، ونادى بصوت عال يسمعه كل الناس ، فقال :