نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 16
وما هو نصيبه من الصحة ؟ وما هو أثره في الوجود الاجتماعي لهذه الأمة ؟ وكيف ينبغي أن نواجهه ؟ سنطرق هذه المواضيع من جوانبها النفسية ، بدلا من عواملها التاريخية . . - أذكر يوما أني قد أديت خدمة ما إلى مجموعة من الناس ، فيهم السني وفيهم الشيعي ، فأراد بعضهم أن يشكر لي جهدي ، فقبلني بحرارة ، وقال - معبرا عن امتنانه الكبير - : سأدعو لك عند ضريح أمير المؤمنين ، وأبي عبد الله الحسين وتلاه آخر ، فقبلني بلهفة ، وهو يقول : سأدعو لك عند الشيخ عبد القادر الكيلاني ، وأبي حنيفة . لا أشك أن كلا منهما قد كشف عن المعاني التي يقدسها ، في لحظات كانت تهيج فيها مشاعره ، وتنطق براءته بلا أي تكلف ، فهي عبارات تعبر عن شعور بالقرب من المعاني التي تعيش في أعماقه إن لم نقل بالاتحاد النفسي معها والسؤال الذي برز إلى ذهني حينها ، هو : من أي شئ حصلت هذه الفوارق في الارتباطات النفسية ؟ إنه لا ينبغي أن يثيرنا سؤال واحد يجب أن نضعه أمام أنفسنا لأجل البحث عن سر اختلافنا ، وهذا التجافي الحاصل بيننا . ولعلنا سوف نمسك بطرف من أطراف الاتفاق ، ونقترب خطوة نحو الموضوعية لو ابتدأنا من هذه الملاحظة البسيطة : فلو أنك سألت شابا ولد في مدينة ( النجف ) فقلت له : هل ستكون شيعيا لو حصل أنك ولدت في ( حلب ) من أبوين سنيين ؟ وهكذا لو سألت الحلبي ، هل ترى أنك ستكون سنيا بهذه الطريقة ، لو أنك ولدت في ( النجف ) ، في أسرة شيعية ؟
16
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 16