نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 13
بعلامات استفهام كانت تثيرها العقول في ساعات انطلاقاتها ، فتخترق بحريتها أسوار القداسة ، ثم تترك السؤال حائرا ، وقلما وجدت له جوابا مقنعا وشافيا . . ورأيت أثناء رحلتي أن الوفاء للذكريات لا ينبغي أن يكون عاطفيا ، فربما ينعكس أثره فلا يكون عندئذ وفاء . . وإنما المطلوب من الوفاء أن يكون وفاء علميا إن صح التعبير . من هنا وجدت لزاما علي أن أسجل تجربتي بكل أمانة ، لتكون بين الأيدي تجربة جاهزة تختزل الكثير من عناء هذا الطريق الطويل ، وتقدم حلولا للكثير من تلك الأسئلة الحائرة . . فوضعت هذا الكتاب . . قد حاولت أن أحفظ فيه أشواط رحلتي مرتبة كما كانت في الواقع ، بعيدا عن التكلف . . إثارات أولية ، ثم عودة إلى نقاط البدء ، فحوار بين حقيقة تهدي إليها الإثارة وموقف مسبق إزاء هذه الحقيقة . . وقد اتخذ هذا الحوار ثلاثة أشكال : - حوار مع قطب من الأقطاب الذين تبنوا ذلك الموقف ودافعوا عنه ، وقد قدمت لهذا دائما بذكر اسم الرجل وكتابه . - حوار مع الذكريات ، فإذا حاورتها سميتها ( صديقي ) ، أو تكلمت بضمير الخطاب . - حوار مع حدث ثابت من الأحداث ، أو مفهوم من المفاهيم . فتكشف عن كل ذلك أن ثم نسيجا غليظا نسجه التاريخ حول كثير من الحقائق ، وهالة مصطنعة أضفاها على كثير من الرجال والمفاهيم ، وليس لذلك أساس في الدين ولا واقع في التاريخ . ووضعت ذلك في فصول اكتفيت فيها بالقليل من شواهد التاريخ ، وأغضيت عن كثير منها خشية الإطالة مرة ، ولكراهة الغوص في أغوار بعض الأحداث المؤلمة أكثر من القدر الكافي مرة أخرى . وقد قدمت له بمقدمتين : الأولى : حول طبيعة الانتماء المذهبي ، وأثره في قضية الوحدة بين المسلمين .
13
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 13