نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 106
متشعبة ، تناولنا منها شيئا ، وسنمر هنا على أهمها في هذا المقام عرضا ونقدا موجزين . فللشيخ الآلوسي في ( روح المعاني ) [1] عند تفسيره قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) الآية [2] . بحث مسهب ، يلمس فيه المتتبع محاولاته الفرار من المسؤولية أمام النص القطعي ، معتمدا تأويلات لغوية ، وتكلفا شديدا ، لا أظن أنه - مع طول باعه ، وسعة تبحره - كان مقتنعا بها حقا ، ولكنها السبيل الوحيد إلى ما ترضاه النفس ، ويمل إليه الهوى ! فيقول : والشيخان لم يرويا خبر الغدير في صحيحيهما ، لعدم وجدانهما له على شرطهما . . وهذا الكلام ليس له قيمة علمية لسببين : أولهما : في قوله : لعدم وجدانهما له على شرطهما . فهذا ادعاء باطل ، لما أثبته الحاكم في المستدرك وقد روى حديث الغدير من طريقين ، وأثبت صحتهما جميعا على شرط الشيخين ، وهذا نص الحاكم : عن زيد بن أرقم رضي الله عنه ، قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، فقال : " كأني قد دعيت فأجيب ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . ثم قال : " إن الله عز وجل مولاي : وأنا مولى كل مؤمن - ثم أخذ بيد