نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 73
الفرصة للقوات المعادية للتقدم وإجراء عمليات الالتفاف والتطويق في المناطق التي أخليت عن طريق الذين استأذنوا أو انسحبوا . وحركة النفاق كان الاستئذان والانسحاب أصل أصيل فيهم ، قال تعالى : * ( إنما تستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ) * [1] . فالمنافق لعدم إيمانه بالله واليوم الآخر يكون فاقدا لصفة التقوى ، فخروجه مع المؤمنين يكون من باب النفاق . وعلى امتداد خروجه يتردد في دائرة عريضة مادتها التذبذب والارتياب . فهو يريد مغنما ما ، وفي نفس الوقت لا يريد أن يموت ، ثم يأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب بما يحقق أمن الفرد وأمن الدائرة . وفي غزوة أحد ، كان مؤسس المسجد الضرار يطوف على جبابرة قريش في مكة لتعبئتهم ضد النبي صلى الله عليه وسلم . وعندما تم حشد القوة الإسلامية وبدأ التوجه إلى أحد ، انسحب المنافقون وكانت قواتهم تقدر بثلث الجيش [2] ولم يؤثر فيهم أي موعظة وإلحاح . ويقول تعالى في اعتذارهم يومئذ : * ( وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ) * [3] . قال المفسرون : رجع المنافقون أثناء توجه المسلمون إلى أرض المعركة فاتبعهم رجال من المؤمنين يحرضونهم على الإتيان والقتال والمساعدة . فإن لم يكن في سبيل الله فليدفعوا عن أولادهم وحريمهم وأنفسهم . فتعللوا قائلين : لو نعلم أنكم تلقون حربا لجئناكم . ولكن لا تقاتلون قتالا . وقولهم هذا جعلهم من الكفر الصريح أقرب [4] . وهذا العمل الذي يلتقي مع عمليات حشد مؤسسي المسجد الضرار في نقطة واحدة ، كان أحد الأسباب العاملة لانهزام المسلمين يومئذ . وإذا كانت دائرة النجس قد نسقت بصورة أو بأخرى مع الأطراف في مكة يوم أحد فإنهم نسقوا أيضا مع يهود بني النضير بالمدينة . روي أن بني النضير تآمروا على قتل
[1] سورة التوبة : الآية 45 . [2] تفسير ابن كثير : 532 / 1 . [3] سورة آل عمران : الآية 167 . [4] الميزان : 60 / 4 .
73
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 73