responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 69


حركتها وشعائرها بواسطة المنافقين ، لضربها وضرب قوتها في وقت واحد . كان الجهاز التخريبي يدخل للصلاة وهدفه لا يعرف طريق الاهتداء ، وبلغت ذروة الاستهداف للدعوة في آخر أيام النبي صلى الله عليه وسلم . وذلك عندما قاموا ببناء مسجد مهمته تخريب الصف الإسلامي وبث ثقافة معادية للدعوة ، ووضع بذور بواسطتها تظهر الأحزاب والمذاهب بين المؤمنين . . فكل هذا تحت سقف مسجد يرفع عليه الآذان ، وهذا العمل اشترك فيه جميع أتباع برنامج الشيطان ، من مشركين وأهل كتاب وعلى رأس الجميع قيصر الروم . وقد كان مقدرا أن يعمل مسجدهم هذا في الفترة الزمنية التي حدثت فيها غزوة تبوك . لقد فرغوا من البناء قبل الغزوة ، ثم وجهوا الدعوة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كي يفتتح المسجد بالصلاة فيه . لكن الله عصمه ، وبعد العودة من تبوك حدثت محاولة الاغتيال . باختصار كانت هذه الفترة الزمنية ، فترة عصيبة لا يرى حجم الخطورة فيها إلا بتجميع أحداثها .
لقد أقاموا مسجدا ، وهم الذين قال فيهم الله تعالى : * ( قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين ) * [1] . فالإنفاق منهم لغو لا يترتب عليه أثر . وهم فاسقون والله لا يقبل عمل الفاسقين ، قال تعالى : * ( إنما يتقبل الله من المتقين ) [2] ، والتقبل أبلغ من القبول . وقال فيهم أيضا : * ( يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) * [3] . وقال تعالى : * ( يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ) * [4] . لقد كانوا يحاربون معركة سرية غايتها أن ينالوا رضى المؤمنين ، وتحت هذه اللافتة يتم المخطط الإجرامي . ولكن آيات الله وقفت لهم بالمرصاد ، وأخبرت أن الواجب على كل مؤمن أن يرضي الله ورسوله . ولا يحاد الله ورسوله ، لأن في هذا خزيا عظيما . وأخبر سبحانه أن حلفهم هذا كان من أجل



[1] سورة التوبة : الآية 53 .
[2] سورة المائدة : الآية 27 .
[3] سورة التوبة : الآية 96 .
[4] سورة التوبة : الآية 62 .

69

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست