نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 65
الأمر مفسد . وأدغل في الأمر أي : أدخل فيه ما يفسده ويخالفه ، ورجل مدغل أي : مخاب مفسد [1] . وبالجملة نقول : إن الذي في قلبه مرض ، لا يدخل في دائرة النفاق ، لأنه محسوب على دائرة الذين آمنوا . وكل منافق في قلبه مرض ، بمعنى في قلبه هدف لا علاقة له بأي هدف من أهداف الذين آمنوا . لأن الإيمان لم يدخل قلبه بصورة من الصورة . وما في قلبه فهو للصد عن سبيل الله ولا غير ذلك ، لذلك نقول والله تعالى أعلم إن حديث الارتداد الذي رواه أصحاب الصحاح ينطبق على من كان يجلس في دائرة الذين آمنوا ثم ارتد عنها . ولا ينطبق على المنافق الذي لم يؤمن أصلا حتى يرتد . وفي الحديث عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرد علي يوم القيامة ، رهط من أصحابي ، فيحولون عن الحوض . فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقهرى " [2] فالمنافق لم يؤمن حتى يرتد . إلا إذا كان قد آمن بعد ذلك ثم ارتد . ومن الدليل على بطلان قول من قولوا ، إن الحديث يختص بالمنافقين . الحديث الذي رواه ابن عساكر وابن النجار عن أبي الدرداء أنه لما بلغه الحديث قال : قلت يا رسول بلغني أنك قلت ليكفرن أقوام بعد إيمانهم . قال : نعم ولست منهم [3] وفي رواية عند البيهقي قال : فأتيت رسول الله فذكرت له ذلك فقال : إنك لست منهم [4] . إن دائرة النفاق وتيار الذين في قلوبهم مرض . بذرتان في تربة واحدة يسقيان من ماء واحد ، ولكل شجرة منهما ثمار وأزهار ، لا طعم فيهما ولا رائحة . أنبتهما الله من الأرض لحكمة ومن وراء الحكمة هدفا . ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم * فليعلمن
[1] لسان العرب . [2] رواه البخاري كتاب الدعوات ( الصحيح : 142 \ 4 ) . [3] كنز العمال ( 261 \ 11 ) . [4] رواه البيهقي قاله ابن كثير في البداية : 208 \ 6 .
65
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 65