responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 64


الشهوات غشى عمله على قوة النفس الهائلة ، فيفتح العمل طريق الفجور على اتساعه . أما من التزم في عمله بما أمر به الله وما نهى عنه ، تكون نفسه حظا سعيدا ينتهي إلى ثواب الله ، والإنسان لا يطأ موطأ في سيره إلا بأعمال قلبية ، هي الاعتقادات ونحوها . وأعمال جوارحية صالحة أو طالحة . وما أنتجه عمله يوما ، كان هو زاده غدا . والسامري سولت له نفسه ، فما أغنت عنه هجرته ( قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه . . ) [1] .
إن الذي في قلبه مرض ، في قلبه شهوة . في سبيلها يركب الصعب كما ركب السامري الصعب وأسس في نهاية الأمر عقيدة شاذة . وكما ذكر القرآن قصة السامري ، لم يستبعد الفكر الحكيم أن يطمع الذي في قلبه مرض في أي أثر محرم عليه حتى ولو كان ضد الأثر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم . على الرغم من أنه يعلم بنص القرآن إنهن أمهات المؤمنين ، فمقتضى هذا النص لا يجوز لصاحب قلب سليم أن يقترب نحو مطمع في أمهات المؤمنين . ولكن عالم مرضى القلوب ، عالم متخصص في نهش أي قبضة من أثر أي رسول . ليتاجر بها لحساب عالمه الخاص [2] . قال تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) [3] ، قال المفسرون : نهاهن عن الخضوع في القول وهو ترقيق الكلام مع الرجال .
بحيث يدعو إلى الريبة . ويثير الشهوة فيطمع الذي في قلبه مرض . وهو فقدانه قوة الإيمان التي تردعه عن الميل إلى الفحشاء [4] ، وقال ابن كثير : في قلبه مرض . أي دغل [5] . والدغل بالتحريك : الفساد . والدغل هو أيضا : دخل في



[1] سورة طه : الآية 97 .
[2] كان بعضهم يريد هذا ويفهم من قوله تعالى : ( ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما * إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله بكل شئ عليما ) . الأحزاب 53 - 54
[3] سورة الأحزاب : الآية 32 .
[4] الميزان : 309 \ 16 .
[5] تفسير ابن كثير : 482 \ 3 .

64

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست