نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 532
عليه وسلم والملائكة أعواني . فضجت الدار والأفنية : ملا يهبط ، وملأ يعرج . وما فارقت سمعي هينمة منهم . يصلون عليه ، حتى واريناه في ضريحه . فمن ذا أحق به مني حيا وميتا . فانفذوا على بصائركم . ولتصدق نياتكم في جهاد عدوكم . فوالذي لا إله إلا هو إني لعلى جادة الحق . وإنهم لعلى مزلة الباطل . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم " [1] . لقد أخبرهم أن العلماء والأمناء من الصحابة يعلمون أنه لم يرد على الله ورسوله ساعة قط . ويعلمون أنه ثبت معه يوم أحد وفر الناس . وثبت معه يوم حنين وفر الناس . وثبت تحت رايته يوم خيبر حتى فتحها . وكل ذلك نجدة من الله أكرمه بها . وأخبرهم بحقيقة الأمر يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . والحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض و إن رأسه لعلى صدر علي وليست على صدر أحد غيره . وأخبرهم أن الملائكة النازلين في الدار ارتفع ضجيجهم . وأنه سمع ذلك ولم يسمعه غيره من أهل الدار ، وقال ابن أبي الحديد : حديث سماع الصوت رواه خلق كثير عن علي . وروي أن عليا عصب عيني الفضل بن العباس حين صب عليه الماء . وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه بذلك . وقال : إنه لا يبصر عورتي أحد غيرك إلا عمي " [2] ، ثم قال الإمام بعد ذلك : أي شخص أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم حال حياته وحال وفاته مني . قال ابن أبي الحديد : ومراده من هذا الكلام . أنه أحق بالخلافة بعده . وأحق الناس بالمنزلة منه . حيث كان بتلك المنزلة منه في الدنيا [3] ، ثم أمرهم فقال : فانفذوا إلى بصائركم . أي أسرعوا إلى الجهاد على عقائدكم التي أنتم عليها . ولا يدخلن الشك والريب في قلوبكم . ثم بشرهم فقال : إني لعلى جادة الحق . وإنهم لعلى منزلة الباطل ، قال ابن أبي الحديد : كلام عجيب على قاعدة الصناعة المعنوية لأنه لا يحسن أن يقول : وإنهم لعلى
[1] ابن أبي الحديد 493 / 3 . [2] المصدر السابق ، 497 / 3 . [3] المصدر السابق ، 498 / 3 .
532
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 532