نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 501
إليه [1] . ولكن بني أمية ما كانوا يريدون حقا لأن الحق وضعهم ورفع غيرهم . وجوهر الأمر لم يكن قتلة عثمان وإنما الملك وكان الإمام علي يعلم هذا ولهذا قال : " وسأمسك الأمر ما استمسك . فإذا لم أجد بدا فآخر الدواء الكي " أي : أمسك نفسي عن محاربة هؤلاء الناكثين للبيعة ما أمكنني وأدفع الأيام بمراسلتهم وتخويفهم وإنذارهم . واجتهد في ردهم إلى الطاعة بالترغيب والترهيب . فإذا لم أجد بدا من الحرب . فآخر الدواء الكي . أي الحرب . لأنها الغاية التي ينتهي أمر العصاة إليها . لقد كان الإمام يعلم أن هؤلاء هدفهم الحكم وليس قميص عثمان إلا رمزا وشعارا ، ولهذا قال : لو أعلم أن بني أمية يذهب ما في نفوسها . لحلفت لهم خمسين يمينا مردودة بين الركن والمقام . أني لم أقتل عثمان . ولم أمال على قتله [2] وقال : " أما بنو أمية هيهات هيهات أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كان الملك من وراء الجبال . ليثبوا عليه حتى يصلوا " [3] ، والإمام قال ذلك لأنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبر بالغيب عن ربه جل وعلا . فعن ثروان قال : كنا جلوسا في المسجد . فمر علينا عمار بن ياسر . فقلنا له : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة . فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون بعدي قوم يأخذون الملك . يقتل عليه بعضهم بعضا . قلنا له : لو حدثنا غيرك ما صدقناه قال : فإنه سيكون [4] فالملك لو كان من وراء الجبال لوثب عليه بنو أمية . ولا يقتلون عليه من خالفهم إن كان من غيرهم فقط . وإنما يقتلون أيضا بعضهم بعضا عليه . وفي نص سابق علمنا أن الإمام عليا أخذ على نفسه أن يراسل القوم
[1] ابن أبي الحديد 340 / 3 . [2] اللالكائي ( كنز العمال 91 / 13 ) . [3] ابن عساكر ( كنز العمال 364 / 11 ) . [4] رواه أحمد ( الفتح الرباني 24 / 23 ) وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات ( الزوائد 292 / 7 ) .
501
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 501