responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 49


نصير ) [1] . قال المفسرون : إن هؤلاء ليسوا براضين عنك ، حتى تتبع ملتهم التي ابتدعوها بأهوائهم ، ونظموها بآرائهم . ثم أمره تعالى بالرد عليهم بقوله : قل إن هدى الله هو الهدى . أي إن الاتباع إنما هو لغرض الهدى . ولا هدى إلا هدى الله . وهو الحق الذي يجب أن يتبع وغيره - وهو ملتكم - ليس بالهدى .
فهي أهوائكم ، ألبستموها لباس الدين . وسميتموها باسم الملة .
ففي قوله ( قل إن هدى الله ) . . جعل الهدى كناية عن القرآن ، ثم أضيف إلى الله ، فأفاد صحة الحصر في قوله ( إن هدى الله هو الهدى ) ، وأفاد ذلك خلو ملتهم عن الهدى . وأفاد ذلك كونها أهواءا لهم . واستلزم ذلك كون ما عند النبي علما ، وكون ما عندهم جهلا . واتسع المكان لتعقيب الكلام بقوله : ( ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم * ما لك من الله من ولي ولا نصير ) فانظر إلى ما في هذا الكلام من أصول البرهان العريقة ووجود البلاغة على إيجازه . وسلاسة البيان وصفائه [2] .
إن الدخول في مساحة هؤلاء يترتب عليها أمور على رأسها ( ما لك من الله من ولي ولا نصير ) إن مساحتهم بها الزخرف والإغواء والأهواء . والآخذ منهم شيئا لن يأخذه إلا إذا كان حذاؤه قد حمل غبار طريقهم وعقله قد حمل بصمة احتناكهم . وإذا كان القرآن الكريم قد حذر من هذه المساحة العريضة التي يتربع فيها المشركين من أهل الكتاب . إلا أنه في الوقت نفسه حذر من مساحة أخرى يتربع فيها المتخصصون من هؤلاء . يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين * وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ) [3] . إنه الفريق الناعم الذي يجيد الاختراق ، ويمهد الطريق لمساحته الواسعة كي تفرض سياسات التخويف والتجويع على الأمة ، من أجل تنفيذ



[1] سورة البقرة : الآية 120 .
[2] الميزان : 265 \ 1 .
[3] سورة آل عمران : الآية 100 - 101 .

49

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست