responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 47


برنامج الشيطان وصدوا به عن سبيل الله . ولكن على طريقتهم ، فاستهدفوا الرسول والدعوة والذين آمنوا ، قال تعالى : ( يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) [1] ، فسؤالهم تنزيل الكتاب من السماء بعدما كانوا يشاهدونه من أمر القرآن . لم يكن إلا سؤالا جزافيا لا يصدر إلا ممن لا يخضع للحق ولا ينقاد للحقيقة . وإنما يلغوا ويهذوا بما قدمت له أيدي الأهواء من غير أن يتقيد أو يثبت على أساس [2] . إن هدفه الصد عن السبيل بالتشكيك في الرسول ، أما الدعوة فقد استهدفوها من جذورها . فالنبي صلى الله عليه وسلم أعلن على أسماع الجميع أن دعوته مبنية على الفطرة ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ، فقام المشركين من أهل الكتاب بالمتاجرة على حساب أنهم أولى الناس بإبراهيم .
يريدون من وراء ذلك إبعاد الناس عن الدعوة ، فنزل قول الله تعالى : ( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ) [3] . قال المفسرون : ضمت كل طائفة منهم إبراهيم إلى نفسها ، فتدعي اليهود أنه كان يهوديا ، وتدعي النصارى أن كان نصرانيا . ومن المعلوم أن اليهودية والنصرانية ، إنما نشأتا جميعا بعد نزول التوراة والإنجيل ، وقد نزلا جميعا بعد إبراهيم عليه السلام . فكيف يمكن أن يكون عليه السلام يهوديا أو نصرانيا . فلو قيل في إبراهيم شئ لوجب أن يقال : إنه كان على الحق حنيفا من الباطل إلى الحق مسلما لله سبحانه . والإسلام الذي وصف به إبراهيم ، هو أصل التسليم لله سبحانه والخضوع لمقام ربوبيته ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * إنه أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ) [4] .
وكما استهدفوا الرسول والدعوة استهدفوا أيضا القوة الإسلامية بعد



[1] سورة النساء : الآية 153 .
[2] الميزان : 130 \ 5 .
[3] سورة آل عمران : الآية 65 .
[4] سورة آل عمران : الآية 67 - 68 .

47

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست